هل هناك إعلام محايد (2)
وسائل الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي كانت ولا تزال رقمًا صعبًا في معادلة القوة والنفوذ وفرض الإرادة؛ وقد رأينا كم الصحف والمواقع الإلكترونية ومحطات التلفاز الغربية التي نشرت حوارات وتحليلات ومقالات رأي لكتّاب عديدين ركز أغلبها على تشويه روسيا والتشكيك في سياستها الخارجية وأسباب ودوافع حربها ضد أوكرانيا، حتى أننا وجدنا شبكات إعلامية ضخمة كنا نظنها مستقلة ومحايدة مثل فوكس نيوز والسي إن إن الإخبارية، والواشنطن بوست والنيويورك تايمز وغيرها، تقود حملة منظمة وموجهة للنيل من روسيا وتأليب الرأي العام الدولي ضدها.
وليس الأمر جديدًا؛ فالسياسية الغربية وآلتها الإعلامية الضخمة دأبت على إضعاف مكانة روسيا دوليًا لإخراجها من دائرة التنافس على قيادة النظام الدولي القائم والمستقبلي لاسيما بعدما أظهرت روسيا تحديًا لامريكا والغرب في أكثر من مشهد دولي مؤثر.
لقد رأينا من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية أن معايير النزاهة والموضوعية والحياد الإعلامي تهاوت تحت أقدام المصالح الغربية، التي صدعنا مجتمعهم المدني ووسائل إعلامهم بحقوق الإنسان وحرية الإعلام والرأي والتعبير التي جرى انتهاكها بفجاجة في تغطية مجريات الحرب الدائرة على الأرض الأوكرانية، تماما كما حدث في حروب وصراعات كثيرة أظهرت انحيازًا واضحًا للغرب مثلما جرى في الحرب ضد العراق التي جرى بث وقائعها من جانب واحد لتحقيق هدف واحد وهو التعتيم وفرض الرؤية والرواية الغربية في كل شيء.. وهو ما يجري الآن مع روسيا التي يتم تحميلها مسئولية الحرب الأخيرة من أجل تحريض الرأي العام العالمي ضدها.
ونكمل غدًا..