هل وصلت رسالة الرئيس؟!
وسائل الإعلام مصدر للأخبار، ووسيلة للترفيه والمتعة والتسلية لتخفيف حدة الضغوط لكنها تحمل في طياتها رسائل إقناع ولا يقنع إلا المقنع وهي حلقة وصل تربط الأفراد بعضهم ببعض داخل المجتمع وتربط الأفراد بالدولة أيضًا كما تقدم المعرفة والعلوم والثقافة بأسرها لصناعة نهضة وحراك مجتمعي يقود إلى النشاط والتفاعل الإيجابي والصحوة.
وحين يؤدي هذا الإعلام رسالته يحتاج لرؤية تقود دفته، وتعصمه من الوقوع في شراك أصحاب المال والأجندات وهنا نتفق مع ما قاله الرئيس السيسي أخيرًا في افتتاح أحد المشروعات المهمة في حضور الإعلاميين والصحفيين حيث قال بوضوح: "مستعد أوفر الرؤية الواضحة لأي حد، ولو فيه مشكلات نشوف الموجود مع المشكلة والمختص ونتحرك فيها" ثم وجّه حديثه للإعلاميين "مش مطلوب إن حد يتكلم بشكل إيجابي علشان يدعم حد، عاوزك تشوف الحقيقة وتقولها للناس. فإن بناء فهم حقيقي لقدراتنا وتحدياتنا سيجعل المواطن الموجود في الشارع مستعد يتحمل، وتتكون حصانة ومناعة لدى الناس من الحراك ده.. نحن كمسئولين نتكلم بالصدق.. والإعلاميون يتكلمون بالفهم".
رسالة الرئيس السيسي واضحة، وأرجو لها أن تصل لكل مسئول وكل إعلامي.. فمهمة الصحافة والإعلام بصفة عامة هي نشر الخبر الصادق والتحليل المعمق والتحقيق الموضوعي المجرد من الهوى والميول الشخصية. كما أن الرأي النزيه حق لصاحبه لا سلطان عليه إلا ضميره وصالح المجتمع..ولا رقابة عليه إلا القانون.
لقد تعلمنا في كليات الإعلام أن الإعلام رقيب وهو عين الشعب على الحكومة والبرلمان وهو أحد أدوات الشفافية في الدول المدنية الحديثة، يتعقب الفساد والمفسدين. يتناول قضايا الناس والأمة وأحوال المواطن وهمومه وطموحاته بأمانة وحياد؛ بهدف التنبيه لمواطن القصور وسوء الأداء وبناء وعي حضاري بحركة الحياة والتاريخ وأولويات الأمة في خضم الصراعات والحروب والمصالح.. يشبع حاجة الجمهور للمعرفة الجادة الرصينة عبر تقديم ما يحتاجه وينفعه ليكتمل به رشده وتهتدي بصيرته إلى طرائق الحق وتتحقق مصالحه الحقيقية وليس تقديم ما يحبه هذا الجمهور.. وبينهما فارق هائل لو تعلمون.