رئيس التحرير
عصام كامل

نبيلة مكرم واستغلال النفوذ!

في ٢٨ مارس الماضي أعدمت السلطات السعودية المواطن المصري إسلام محمد محمد أبوالفتوح بأمر ملكي، بعد الحكم بإعدامه من المحكمة الجزئية ثم من محكمة الاستئناف ثم من المحكمة العليا.. التهمة شنيعة ولا علاقة لها بقيم المصريين وهي تحدث هنا كما تحدث هناك من المرضي النفسانيين ممن يعانون حالات مرضية معروفة.. إسلام ابو الفتوح كان قد اختطف طفلتان وعذبهما واغتصبهما ثم قتلهما! 

 

ما علاقة ذلك بقضية نجل الوزيرة نبيلة مكرم؟ لها بالطبع.. إذ عليكم أن تتخيلوا أن هناك من لم يتعاطف مع الطفلتين وأسرتيهما ولم يبك علي برائتهما ولا ما تعرضتا له من جريمة غاية في البشاعة، لكنه يتعاطف منذ أيام مع الضحيتين المتهم -المتهم- ابن الوزيرة بقتلهما!
 

النقطة الثانية التي لفتت انتباهنا هي  الإجابة عن السؤال: لماذا كل هذا التعاطف الشعبي المصري مع وزيرة الهجرة؟

 إنه نفسه الشعب الذي لم يتعاطف مع وزيرة الصحة رغم معركتها مع جائحة كورونا! بل هو نفسه الشعب العظيم الذي لم يتعاطف مع إسلام ابو الفتوح المعدوم في السعودية، وانتفض بكامله دفاعا عن المهندس أبو القاسم الذي نجا بفضل الله وبجهد الكثيرين -كانت منهم بالمناسبة وزيرة الهجرة- اجتهدوا لإثبات براءة أبو القاسم حتي ألغي حكم الإعدام وعاد إلي بلده!

دعم الوزيرة


أحد الأشرار يقول في نفسه الأمارة بالسوء الآن "ليس هذا هو الاتهام بالفساد الذي نردده والمقال يتهرب من الموضوع.. أكيد يدافع عن الوزيرة بسبب المصالح.. كلهم كدة"! وبرغم أننا انتوينا أن نكتب عن حادث نجل الوزيرة مقالا واحدا خاصة بعد الحملة ضدها من إعلام الشر وأتباعه لنسجل نقاطا مهمة أولها أن ابنها يواجه اتهاما بالقتل.. وليس حكما بالقتل!  

 

والفرق كبير يقتضي التمهل لحين اكتمال التحقيقات.. والثاني أنها مواطنة مصرية حقها أن نقف معها وهي التي لم تترك مصريا تعرض لأزمة إلا ووقفت معه، حتي المواطن أحمد فؤاد مسعود ابن الأقصر الذي اتهمته السلطات الآلمانية في يونيو ٢٠١٨ بتهمة قتل ابنته، تحركت الوزيرة لدعمه علي الفور! وقدرت ظروفه الإنسانية.. أن يفقد ابنته وأن يتهم في قتلها!


بقي ما يتصل بالعنوان، إن الوزيرة كرمت في مصر وعلي حساب الشعب المصري السيدة الأمريكية صاحبة الشركة التي يعمل فيها ابنها.. ومن يرددون ذلك لم يكلفوا أنفسهم حتي لقراءة الأحداث.. فصاحبة الشركة الأمريكية هي المصرية ليلي بنس.. ابنة السويس التي هاجرت مع أسرتها عام ١٩٦٧ بعد أن نجت باعجوبة من قنبلة أصابت بيتهم في العدوان ونجحت في أمريكا بعد مشوار من الكفاح حتي صارت مليارديرة.. 

 

فكرمتها مصر في يوليو ٢٠١٧ بعد اختيارها من مجلة فوربس ضمن أنجح مائة سيدة.. بينما ابن الوزيرة الذي التحق بشركتها في نوفمبر ٢٠٢١! بينما في ٢٠١٧ كان نجل الوزيرة يعمل باحثا في جامعة جنوب كاليفورنيا وبعدها مهندسا في الذكاء الاصطناعي في شركة   accelirate inc حتي العام الماضي!

 


هؤلاء.. في إعلام الشر -واتباعه- ممن لا تعرف جنسيتهم ولا جنسهم لن يقولون لك -عزيزي المواطن- إن السيدة ليلي بنس ابنة السويس قدمت في يناير الماضي -أي قبل أربعة أشهر- ٥٠٠ ألف دولار (٨ ملايين جنيه تقريبا) حصيلة تبرعات جمعتها لمشروع حياة كريمة! 
حقا.. لا منهم.. ولا كفونا شرهم! 

الجريدة الرسمية