أعراض المسئولين وحساب الدنيا!
في افتتاح مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعى تحدث الرئيس السيسي عن التعرض لأعراض المسئولين بالكذب والإفك والبهتان، منبها أن حساب من يخوض في ذلك سوف يكون عسيرا عند ربنا عز وجل.. غير أن التعرض لأعراض الناس سواء كانوا مسئولين أو كانوا مواطنين عاديين من آحاد الناس بحكم القانون له حساب في الدنيا أيضا مع حساب الآخرة.. وهذا أمر لا تنفرد به بلادنا دون بقية دول العالم..
فإذا كانت الآخرة هى دار حساب للبشر، فإن الإنسان حينما عمر الأرض لجأ إلى الحساب في الدنيا.. كان ذلك يتم في إطار العائلة ثم القبيلة، وعندما تكونت الدول صار هناك قانون يخضع له كل مواطنيها، وصار هناك أيضا برلمان يتولى محاسبة الحكومات والمسئولين
أما الكذب والبهتان والإفك فإن كشفه وفضحه والتصدى له هو مسئولية الصحافة والإعلام الذى أول مهامه كشف الحقائق للرأى العام، وهى مهمة كبيرة وعظيمة لكى يقوم بها يحتاج أن يكون شجاعا وقويًّا ومؤثرا ومحتفظا بمصداقيته لدى عموم الناس.
إن الخوض في أعراض الناس أمر مؤلم جدا لم يسلم منه حتى الأنبياء والرسل أنفسهم، وكان رد السماء يأتى عاجلا وفورا دون انتظار ليوم الحساب الكبير في الآخرة.. والقانون يسمح بذلك.. كما أن الإعلام والصحافة يمكنهما كشف أكاذيب وإفك من يخوضون في أعراض الناس، مسئولين أو غير مسئولين، وبذلك سوف يمنعون تداول هذه الأكاذيب بين الناس الذين يرددون ما يسمعون دون تبصر أو تأكد ويساعدون في ترويج الأكاذيب والشائعات.. وهكذا من مصلحتنا أن يكون إعلامنا قويا ومبادرا ومؤثرا وصاحب مصداقية.