تأثيرات قوية على الذاكرة ووظائف المخ.. الفوائد الصحية للصيام
أصبحنا على مشارف شهر رمضان المعظم، والصيام في مفهومه الواسع هو الامتناع أو تقنين تناول الطعام لمواعيد محددة أو أصناف معينة وهي من العبادات الموجودة في كل الأديان من حيث المبدأ وإن اختلفت في التفاصيل، فالأصل واحد والهدف واحد وهو الارتقاء والسمو والتحكم في الذات والتغلب علي الضعف البشري للوصول إلى مستوى أرقى وأفضل كمخلوق من مخلوقات الله الواسعة المكرمة المميزة.
وسوف نتناول معكم فيما يأتي الفائدة الصحيه للصيام كما هو متاح حاليا في أحدث الأبحاث العلمية المنشورة عالميا وكيف نصوم صيام صحيح حتي نحصل علي هذه المنافع الصحية، وأيضا كيف نساعد أنفسنا للتعود على الصيام الصحيح بدون التعرض للصعوبات مثل الصداع والكسل والعطش والجوع.
تأثير الصيام علي الذاكرة ووظائف المخ
أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن الصيام يسهم في تحسين الذاكرة والتركيز والحالة المزاجية وذلك بعد التعود علي نظام الصيام أي بعد حوالي 3 أو 4 أيام من الصيام المنتظم.
ولكي يحدث هذا يجب أن يهيئ الجسم نفسه للصيام بعمل انقطاع تدريجي للشاي والقهوة والسكريات حتى لا يحدث تغيير مفاجئ يصيب الجسم بالخمول والصداع.
والتفسير العلمي لما يحدث للمخ مع الصيام هو أن عملية الصيام تزيد من مادة بروتينية تسمى (BDNF).
وهي تحفز نمو الخلايا العصبية وتزيد من بلاستيكيه المخ من خلال بناء شبكات ووصلات عصبية جديدة، مما ينتج عنه تحسن ملحوظ في كل وظائف المخ لدرجة أن هناك أبحاثا تم عملها علي فئران التجارب تشير ان الانتظام علي الصيام يقلل من احتمالات الإصابة بمرض الألزهايمر في الكبر. وفي بحث آخر في نفس السياق وجد أن هناك تحسنا تشريحيا في تركيبة المخ في حيوانات التجارب التي تخضع لنظام الصيام المتقطع.
وفي بحث آخر وجد أن الصيام يساهم في تحسن نوعية المستعمرات الجرثومية الموجودة بالجهاز الهضمي وكذلك يزيد من تنوعه مما يسهم بطرق متعددة في تنشيط عملية تجديد خلايا المخ وتعزيز ميلاد خلايا عصبية جديدة.
وتفسير ذلك العلمي أنه بعد مرور حوالي 12 ساعة من الصيام يحدث تحول في مصدر الطاقة من سكر الجلوكوز الذي الكيتونات وتعتبر الكيتونات مصدر أفضل للطاقة بالنسبة للمخ حيث إنها تقوم بتنشيط وتنظيم كثير من وظائف المخ بصورة أكثر فعالية من الجلوكوز مما يزيد من بلاستيكية المخ ويزيد القدرة على التعلم علي المدى الطويل والقصير وكذلك تحسن الحالة المزاجية وتقلل الشعور بالقلق.
وفي بحث آخر وجد أن التحول من استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة إلى حرق الدهون وما ينتج عنها من كيتونات يساهم في تنشيط المخ والذاكرة ويزيد من توالد الخلايا العصبية مما ينعكس بالإيجاب علي كل وظائف المخ ويحسن من الحالة المزاجية ومما هو جدير بالذكر أنه تم عمل بعض الدراسات علي الصيام المتقطع في نماذج علمية والتي أثبتت أنه يحمي المخ من الإصابة بمرض الألزهايمر في كثير من الأحيان.