رئيس التحرير
عصام كامل

بعد الكركمين.. أطباء يحذرون من أعشاب الفضائيات: تسبب الوفاة

الدكتور محمد حلمي
الدكتور محمد حلمي

الجملة النافذة دائما لعقول من يعانون من السمنة والآلام المزمنة والالتهابات هي "الوصفة السحرية للتخلص من الدهون المستعصية" أو مستخلص الأعشاب لعلاج آلام الركب والروماتويد، وأخيرًا انتشرت كبسولات الكركمين لعلاج كل الآلام وكل المشكلات التي تتخيلها، ورغم أن الدعاية المعتمدة لهذه المنتجات بعيدة تمامًا عن المنطق والكلام العلمي إلا أنه ما زال هناك من يصدقون الوهم والخرافات، ويلجأون لهذه الأقراص والوصفات والأعشاب للتخلص من مشاكلهم الصحية.

ويقول الدكتور محمد حلمي استشاري التغذية العلاجية، إن الاقتناع بمثل هذه الأدوية والوصفات لا يتوقف عند الناس البسيطة فحسب بل يشمل المثقفين والمتعلمين والتجربة أن صدقت وعود الإعلانات فقد تخلصنا من مشاكلنا، وإن كذبت فلا داعي للقلق، فهي أعشاب طبيعية، ليس منها ضرر، إن لم تنفع فلن تضر.

مخاطر أدوية وأعشاب الإعلانات

وأضاف “حلمي"، إن  أكثر الوصفات رواجًا هي وصفات وكبسولات تحسين الحرق بغرض التخسيس، وغيرها كمضادات التهابات وعلاج الآلام، وانتشار كورونا ساعد في رواج أقراص وأعشاب تقوية المناعة، وهناك العديد من الوصفات التي يروَّج لها لأسباب خاصة، مثل تحسين الخصوبة لدى الرجال والسيدات، وكذلك زيادة القدرة الجنسية وعلاج العقم وغيرها، فهل يعلم هؤلاء أن هذه الأعشاب والوصفات قد تصل مضاعفاتها واعراضها الجانبية لحد التسمم الذى يمكن ان يسبب الوفاة، وبما أنها غير حاصلة على موافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، فلن نتمكن من معرفة موادها الفعالة ولا النسب المضافة لها بسهولة، ومن ثم يتأخر التدخل الطبي المناسب لحين خضوع العينات للتحاليل المعملية، وتحديد العلاج المناسب.

 

وتابع، أن ما يغفل عنه الكثيرون هو أن أغلب وصفات التخسيس وسد الشهية في الأصل يضاف لها أقراص مطحونة مخلوطة بمواد كيميائية غير طبيعية عكس ما يروجون لها، فما هو وجه الاستفادة إذا؟، فالاستفادة الحقيقية هنا تكمن في أن هناك فئة مستهدفة لن تشتري المنتجات الكيميائية إذا تم الترويج لها على أساس أنها أدوية، خوفًا من أعراضها الجانبية، لكنهم بالطبع يثقون فيها إذا كانت أعشاب طبيعية، وهذا ما يفعله هؤلاء التجار، وبائعي الوهم والسموم.

 

وأوضح “الدكتور محمد حلمى”، أن السبب في ذلك المزيج بين ماهو طبيعي وماهو كيميائي هو أن الأعشاب الطبيعية وحدها لن تقدم لهم الحلول السريعة، التي تجبرهم على الشراء مرة أخرى، لكن المركبات الكيميائية قد تفعل، دون الإهتمام بما بعد ذلك من مضاعفات وأعراض جانبية، لأنها غير معلن عن مركباتها الحقيقية ونسبها، وغير مصرح بها من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية كما سبق وذكرنا.

وذكر استشاري التغذية العلاجية على سبيل المثال العشب الأشهر للصحة والرجيم والحرق، ألا وهو الشاي الأخضر  حيث يحتاج الشخص لشرب من ٨ إلى ١٠ أكواب يوميا لمدة أسبوعين متواصلين، حتى يرتفع معدل  الحرق من ٧٠ إلى ١٠٠ سعر حراري فقط، وهذا يعني ان الشخص لو أكل تفاحة واحدة بعدها بالإضافة لسعراته الحرارية المسموح بها يوميا، فكأنه لم يفعل  شئ طوال الأسبوعين، فالوصفات والأعشاب وحدها لن تفعل السحر، فقط تحسن الصحة العامة والحرق في إطار نظام غذائي صحي، وأسلوب حياة صحية، كعامل مساعد، أما وحدها فلن تصلح ما تفسده كل يوم بسبب العادات غير الصحية.

هذا وحذر الدكتور محمد حلمي استشاري التغذية العلاجية، من شراء أدوية وأعشاب الوهم، وقال إن كل ما هو غير حاصل على  موافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA يجب ألا نتناولها على الإطلاق، وفي حال احتياجنا أدوية أو أعشاب مصرح بها يجب أن تكون تحت إشراف طبي بالكامل، ومتابعة من الطبيب المعالج أو أخصائي التغذية العلاجية.

الجريدة الرسمية