الكركمين يحل مشاكل القلب والدوم مفيد للمسالك.. أساطير المصريين عن المشروبات الساخنة
المشروبات التي يتناولها المصريون اليوم هي بلا شك نتاج آلاف الأعوام من التاريخ. حتى المشروبات الغازية التي تعتبر “الأحدث”، تستند إلى تاريخ يمتدُّ إلى القرن السابع، هذا بخلاف الكركدية والدوم والكركمين والسحلب وغيرها من المشروبات التي تقدم ساخنة أو باردة وتوارثتها الأجيال بعد بعضها البعض.
لم يتناول المصريون تلك المشروبات من باب تحسين المزاج فقط، فكان اي مشروب مما سبق وغيرها من المشروبات التي اختفت عبر التاريخ يُروج لها على أنها مفيدة للجسم والصحة وكل مشروب له فائدته الصحية المختلفة عن غيره حتى يقبل عليها الناس ويجربونها.
الكركمين
يستخدم نبات الكركم عادة في تحضير العديد من الأطعمة في مختلف دول العالم لاسيما المناطق الآسيوية، بالإضافة إلى أهمية جذور نبات الكركم والمسماة بالكركمين الذي يدخل في تصنيع المنتجات الكيميائية ذات اللون الأصفر وتعتبر المركب الفعال في عملية تلوين الأطعمة ومستحضرات التجميل بمختلف أنواعها.
لكن السنوات الأخيرة شهدت تطورا إضافيا. فقد بات الكركمين او الكركم وبعض أنواع التوابل الآخرى، تُعامل على أنها ليست جزءا من المواد الغذائية التي نتناولها يوميا فقط، بل صار هناك من يرون أنها تشكل في حد ذاتها أطعمة مفيدة للغاية للصحة، وذات قدرات علاجية كذلك.
ووجد الكركم طريقه إلى المقاهي في مختلف أنحاء العالم، وصار يُعرف بمشروب "اللاتيه الذهبي". كما أصبح هذا النبات - الذي يُستخدم كنوع من التوابل - موضوعا لمنشورات على شبكة الإنترنت، تنتشر كالنار في الهشيم، تدعي أن تناوله "يقوي جهاز المناعة" ويحميك من الإصابة بالأمراض وخاصة أمراض القلب، على الرغم من أنه لا توجد دراسات دامغة تؤكد تلك الأقاويل.
الدوم
عرف المصريون القدماء ثمار الدوم منذ آلاف السنوات ونظرًا لمذاقها المميز اعتمد عليها كعلاج لعدة أمراض أبرزها العقم عند المرأة ومقوي جنسي عند الرجال، ولم تتوقف أهميتها عند هذه المرحلة فقط بل استمرت قيمتها تنتقل من جيل لآخر مع اختلاف الاستخدام.
ومع مرور السنوات اختلف اعتماد المصريين في العصر الحديث على ثمار ''الدوم'' كعلاج لأمراض مزمنة أخرى مقارنة بالعصر الفرعوني، حيث إنه أصبح معروفًا بالنسبة لهم لعلاج مرض ضغط الدم والسكر، وآخر تلك الأساطير المزعومة عن الدوم أنه يمكن استخدامه كمشروب يساعد على إدرار البول مما يقي من الإصابة بأمراض الكلى، ويساعد الكلى على التخلص من السموم الموجودة بها، وهذا أيضا لم يثبت صحته بعد.
الكركديه
اشتهر مشروب الكركديه بأنه يساعد في خفض ضغط الدم لمن يعاني من ارتفاع الضغط لكن ليس بالصورة التي يتوقعها المصريون، فهناك معايير وشروط لحدوث ذلك حسبما جاء في دراسة أمريكية نشرت عام 2017 وهي أن يتم شرب الكركديه بشكل عام لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى ستة أسابيع، وحينها يُساعد على التقليل من ضغط الدم بمقدار بسيط لدى الأشخاص المصابين بارتفاع طفيف في ضغط الدم، أو الذين يمتلكون ضغط دم طبيعي، وليس مجرد كوب واحد كما يفعل البعض.
ولكن على الرغم من فوائد الكركديه إلا أن له أيضا أضرارا إذا تم تناوله بجرعات كبيرة، ففي حال تناوله بكميات كبيرة، فقد يسبب بعض الأعراض الجانبية، مثل: حدوث اضطراب أو ألم في المعدة، أو الغازات، أو الإمساك، أو الغثيان، أو حدوث ألم عند التبول، أو الصداع، أو طنين في الأذنين.
السحلب
السحلب من المشروبات الشعبية في مصر وتركيا وبلاد الشام والحجاز، وما لا يعرفه الكثير ان ما نشربه ليس " سحلب" لكنه عبارة عن مسحوق "النشا" او الارز المطحون المضاف اليه مكسرات كـ " جوز هند – بندق – لوز، وغيرها".
لكن السحلب "الاصلي" هو المأخوذ من عشب ينتمى لنبات السحلبية وهو باهظ الثمن، فعشب " السحلب" 50% منه مواد صمغية وهلامية،و30% نشا، و13% دكسترين وبتوزينات، بالاضافة إلى سكروز، زولات الكالسيوم وزيوت طيارة، وروتين.
وعلى الرغم من فوائد السحلب الغذائية والعلاجية فإنه قل استعمال هذا النبات الطبي الغذائي العلاجي حاليا نظرا لغلاء اسعاره، لكن السحلب المنتشر على المقاهي الآن ويباع في محال العطارة ماهو الا خلطة من النشا والسكر البودرة ليس له أي فوائد على الاطلاق.
الشاي
ويتناول كثير من الناس خرافات لا يمكن تصديقها بشأن الشاي، المشروب الأكثر شعبية بالعالم، فقد يتصارع اثنان بشأن ما إذا كان الشاي الأخضر أفضل من الأسود أو العكس، لكن في الحقيقة، فإن كلا النوعين يأتي من نبات واحد يسمى "كاميليا سينينسيس"، ويحتوي كلاهما على كميات متساوية من مضادات الأكسدة والمعادن.
ويقول بحث نشر في عام 2020 أنه "في حالات نادرة إذا تجاوز استهلاك الشخص 9 جرامات في اليوم يمكن أن يؤدي الشاي الأخضر إلى اضطرابات النزف"، حيث يمنع أكسدة الأحماض الدهنية، مما قد يؤدي إلى سيولة الدم، وتقلل المركبات الموجودة فيه مستويات "الفبرينوجين"، وهو بروتين يساعد على تجلط الدم.
خلطة الأعشاب
كثيرا ما يلجأ البعض لتناول الأعشاب المنزلية، إما لعدم الرغبة في الذهاب للطبيب أو لأنهم يفضلون العلاج الطبيعي بعيدا عن المواد الكيماوية في العقاقير الطبية، وظنا منهم أنهم سيحصلون على فوائد كثيرة من خلال شرب خليط متنوع من الأعشاب معا.
لكن حذر الخبراء من الإسراف في تناول تلك الأعشاب دون استشارة الطبيب. فقد أكد المركز الوطني للصحة التكاملية في أمريكا من الإسراف في تناول بعض الأعشاب التي تباع في الأسواق وتستخدم في المنزل لما قد تسببه من مخاطر صحية كبيرة، ومن الممكن أن يسبب الإسراف في تناول الأعشاب ضررا كبيرا للكبد أو الكلى بسبب تفاعلها مع العقاقير الأخرى.