متى نستعيد روح رسالته وجوهر دعوته وأخلاقه!
ما نحتاجه اليوم ونحن نحتفل بذكرى ميلاد سيد الخلق أن نستعيد روح رسالته وجوهر دعوته وأخلاقه لإستنهاض الهمم وإصلاح ما فسد عبر احتشاد أجهزة الإعلام والثقافة والتعليم والأسرة، وهو ما تحاول الدولة أن تفعله الآن لمحاصرة ظواهر سلبية غريبة على مجتمعنا كانت نتاجًا لإهمال ثقافي وتراكمات سنين تسببت في انحدار الأخلاق وضعف الوازع الديني وتفسخ العلاقات الاجتماعية وفقد مجتمعاتنا أهم ما كان يميزها عن الغرب وهو التماسك الأسري والترابط الاجتماعي وشيوع الفضيلة في تعاملات الناس.
وأحسب أن الدولة جادة في إصلاح ثقافة المجتمع بحسبانها قضية أمن قومي لا يصح التهاون أو التفريط فيها.. فأصل السلوك السوي ثقافة سوية ومفاهيم تربى عليها الصغار حتى صارت جزءًا من سلوكهم وتعاملاتهم اليومية.. وهنا يقع على الإعلام ولاسيما الدراما والسينما دور مهم بتصدير نماذج إيجابية فثمة تعطش جماهيري لكل ما هو إيجابي ومفيد..
فكيف استقبل الناس مثلًا مسلسل الاختيار1 و2.. وكيف استقبلوا فيلم الممر وغيرهما من الأعمال المميزة.. وكيف عاشت مثلًا أعمال أسامة أنور عكاشة بما انطوت عليه من قيم وتقاليد وما عالجته من متغيرات وسلبيات في الوجدان الشعبي.. لست من دعاة المصادرة والمنع لكني لست ضد الفلترة والسيطرة على ما ينشر ويكرس قيمًا سلبية ومفاهيم مغلوطة يمكنها أن تعلق في الأذهان.