إقبلها علشان تغيرها
بداخل كل شخص هناك ذنب يخشى أن يعرفه أحد، ويخشى أن يصارح به أحد حتى لا يعايره به أو يوجه له اللوم بخصوصه، بل أحيانا يصبح الخوف من المصارحة بالذنب حتى مع النفس، يخشى أن يتكلم فيه بينه وبين نفسه، ولو تذكره تبدأ بعدها لحظات تعذيب النفس والتأنيب المستمر بدون توقف. كأنه يعيش حالة من الإنكار المستمر لوجود ذلك الذنب في حياته، مما يترتب عليه عدم القدرة على التغير الذي يتمناه في حياته، لأنه من الأساس ينكر وجوده، فعندما ينكر الإنسان وجود الشيء يصبح من الصعب عليه مهمة تغييره، ويظل الحال على ما هو عليه دون أي جديد يذكر.
فأول خطوات التغيير يا صديقي تبدأ بالإقرار لا بالإنكار، فالبداية تكون بإدراك المشكلة ثم إقرارها كونها موجودة، فإبن سينا كان يقول: نصف طريق العلاج في معرفة المرض، فليس من الصواب إنكار وجود المرض مع إنتظار حدوث تغيير فيه أو إنتظار أن تتحول الحياة مرة واحدة دون الإقرار بوجود المشكلة من الأساس.
تقبل ذاتك رغم عيوبها، كن مشفقًا عليها ولا تكن جلادًا على ذاتك، فالله يحب الإنسان ويكره الذنب، فعليك أنت أيضًا أن تصبح هكذا، تقبل ذاتك وتكره عيوبها، ففي تلك الحالة يمكن أن تبدأ في رحلة التغيير، ورحلة البعد عن الذنب والقرب من النفس وإحتوائها وتقبلها، ولن تتمكن من ذلك بدون الحب.
فالنفس مثل الطفل الصغير، لا تقبل إسلوب النهر أو الزجر، ولا تقبل المعاملة الجافة دون حب، فالطفل لا يفهم خوف الأهالي عليه من الكهرباء لأنه يراهم ينهرونه ويتحدثون إليه بنبرة حادة، وكذلك النفس، لا تتقبل التغيير، ولا تستطيع البعد عن الذنب طالما رأت أنها تجلد بسياط العقل وبقسوة الكلام، تقبل ذاتك ومن بعدها ستكون أنت مالكها لا الذنب.