مسئولية أهل الفكر!
ثورة الاتصالات والمعلومات ساعدت للأسف على انتشار الفكر المغلوط حتى صارت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة تتلقى الأفكار والمعلومات من كل صوب وحدب بلا فلترة ولا رقابة؛ الأمر الذي جعل الرئيس السيسي يدعو صناع الفكر عبر مداخلة تليفزيونية مع الكاتب الدرامي عبد الرحيم كمال لكتابة مزيد من أعمال الدراما المبدعة الهادفة لتجديد الخطاب الديني وإعادة تشكيل وعي المصريين بصفة عامة، ووضع الثقافة والسينما والدراما والفنون في مصر في وضع يليق بها ويتناسب مع تأثيرها القوى في المجتمع، مثلما حدث مع مسلسلات "الإختيار 1 و2" و"القاهرة كابول".
الرئيس بادر كعادته مؤكدًا أن الدولة ستدعم مثل هذه الأعمال الكبرى مهما تكن تكلفتها؛ الأمر الذي يبعث على الطمأنينة ويدعو أهل التخصص من الكتاب التنويريين إلى تحمل مسئولياتهم والتحرك بأقصى سرعة وفي جميع الاتجاهات لنشر الفكر وتجديد الخطاب الثقافي ومحو آثار التشويه ووقف محاولات استهداف العقل المصري بالأعمال التافهة والمتردية والساقطة؛ فنشر الرذيلة لا يقل خطرًا عن نشر الإرهاب، وكلاهما تدمير منظم لأهم ما تملك مصر.. ولا بد أن يمتد ذلك الأثر ليشمل النجوع والقرى والمدن التي تشهد الآن حركة غير مسبوقة في العمران والتطوير على طريق "حياة كريمة".
ولسنا في حال يدعونا للاستكانة والاستهتار بما يشكله الفكر الظلامي من خطورة داهمة على الأجيال الجديدة؛ إذ لا يزال يشكل وعي الناس في القرى، وهو ما ينبغي للجميع –حكومة ومجتمعًا مدنيًا- أن يتصدى له وليس المؤسسة الدينية فحسب فهناك مؤسسات أخرى يقع على عاتقها مسئوليات كبرى في تجديد الخطاب العام ثقافيًا كان أم إعلاميًا لتوعية المواطن بحجم المخاطر وطبيعة التحديات.
تماسك الجبهة الداخلية مرهون دائمًا بوعي كل فرد بما عليه، ولن يتأتى ذلك إلا عبر إلمام كل واحد بقضايا أمته وشأنها العام وشواغلها وهمومها حتى يتكون في الأخير إدراك جمعي كامل بخطورة ما يجرى من حولنا وضرورة تفاعلنا جميعًا معه حتى يتسنى لنا التعامل مع ما تشهده منطقتنا من تحديات ومتغيرات معقدة.