مواطن صالح.. كيف؟!
مضاعفة جرعات الوعي الحقيقي والمعرفة الرشيدة فريضة لازمة في بناء الإنسان وتحصين الوطن وزيادة الإنتاجية ولن يتحقق شيء من ذلك إلا إذا نهضت المؤسسات المعنية ببناء العقل وصياغة الوجدان بدورها مؤمنة بأننا في حاجة لإحداث تغيير جذري في ثقافة شائعة ومغلوطة تغذي التواكل والخرافة والفهلوة وانعدام الضمير واستحلال المال العام والخاص أيضًا، تغيير مفاهيم خاطئة صارت لطول بقائها مسلمات تعشش في العقول وتضع العراقيل في طريق التطور.. تغيير جذري يدحض الفتاوى المخربة والمتهافتة ويكرس للاجتهاد المستنير بأدواته وضوابطه المعتبرة من أهل التخصص ذوي الاعتبار والاستنارة.
فإذا فعلنا ذلك فإننا على الطريق الصحيح لبناء مواطن صالح ونهضة راسخة تصلح أساسًا قويًا للجمهورية الجديدة..وأول الخطى ترك الجدل العقيم الذي يضيع الوقت ولا يشبع البطون الجائعة ولا يصلح حلًا لوقف الانفجار السكاني الذي يبدد كل جهد، ويلتهم كل تنمية ويأكل في طريقه الأخضر واليابس إذا ترك على حاله بمعدلات زيادة سنوية تبلغ نحو 2.5 مليون نسمة.. ومهما قابل ذلك من إنتاج ونمو اقتصادي فلا يمكن له أن يكفي متطلبات الأجيال الجديدة وهو أمر غاية في الخطورة.
معركتنا مع التطرف والإرهاب فكرية بالأساس، تقتضي أن نشتبك مع الفكر الضال المتطرف والمتجذر في بيئة لم تقاومه بطريقة صحيحة منذ عقود، ولا سبيل لاستئصاله إلا بجهد وعلم وتوعية ووسائل غير تقليدية في محاربته وأدوات تناسب سرعة انتشاره لاسيما في عالمنا العربي المنكوب بمثل هذا التطرف والإرهاب.