رئيس التحرير
عصام كامل

مشايخ التليفزيون والرغيف!

من حق أى مواطن، سواء كان إعلاميا أو خبيرا اقتصاديا أو سياسيا أو حتى رجل دين، أن يدلو بدلوه فى النقاش الدائر الآن مجتمعيا حول سعر رغيف الخبز المدعم.. فهذا حق دستوري لا يمكن أن ينزعه منه أحد حتى ولو كان مواطنا عاديا وليس خبيرا بهذا الموضوع.. لكن ليس من حق أحد، حتى ولو كان رجل دين من نجوم الفضائيات، أن يستخدم الدين فى تأكيد وجهة نظره ودعم رأيه فى موضوع سعر رغيف الخبز، الذى هو موضوع غير دينى أو دنيوى لا قداسة لرأى يطرح فيه! لأن خلط السياسة أو الاقتصاد بالدين خطأ وخطر ويغلق باب المناقشة حول أمورنا الدنيوية التى حثتنا الأديان على تدبرها بعقولنا.

 

لذلك ليس مقبولا أو مستساغا أن يخرج أحد مشايخ الفضائيات لدعم رفع سعر رغيف الخبز المدعوم قائلا إنه فى الريف تستخدم بواقى الرغيف المدعوم فى صناعة مشروب محرم! نعم من حق شيخنا الجليل أن يؤيد رفع سعر الرغيف المدعوم مثلما من حق غيره أن يعترض على ذلك، ولكن رجاء إبعاد الدين عن هذا الموضوع الدنيوي البحت الذى تتحكم فيه اعتبارات ليست دينية بالمرة، مثل تكلفة إنتاج الرغيف، وعبء الدعم الذي تتحمله الحكومة، وأسلوب ونهج توزيع هذا الرغيف حاليا، وطريقة حساب الحكومة مع أصحاب المخابز، وأيضًا حاجة شريحة اجتماعية ليست صغيرة لهذا الدعم الحكومى، وكلها وغيرها أمور دنيوية وليست دينية. 

 

رجاء لا تخلطوا السياسة بالدين.. لأنكم عندما تفعلون ذلك فإنكم تقلدون الإخوان ومعهم السلفيين وكل التكفيريين، وهذا ما رفضه الشعب منهم.. وانتفض عليهم وأطاح بهم من حكم البلاد، ونحن عندما نسمح بذلك مجددا فإننا نمهد ونعبد الطريق لاستعادة الاخوان وكل المتطرفين دينيا على الدولة الوطنية المصرية وليس الحكم وحده فيها. فهل هذا ما نريده بعد كل التضحيات التى تحملناها والدم الذى أريق وما زال يراق فى أرضنا وكل الشهداء الذين فقدناهم؟! 

الجريدة الرسمية