الإعلام ورغيف العيش!
مفهوم أن يمنح الإعلام جل اهتمامه لسعر رغيف العيش المدعوم بعد أن أعلن الرئيس السيسى عن ضرورة رفع هذا السعر فى إطار الحاجة لتدبير الأموال اللازمة للإنفاق على برنامج التغذية المدرسية للتلاميذ، فقد صار ذلك هو موضوع الساعة الذى يشغل الناس حتى الذين لا يستهلكون هذا الخبز المدعوم.
لكن غير المفهوم ولا المقبول ألا يقوم الإعلام بدوره فى توفير المعلومات الصحيحة بخصوص هذا الموضوع للناس حتى يدور النقاش المجتمعى الذى بدأ الآن فى الفضاء الإلكترونى حوله على أساس سليم.. لقد تضاربت واختلفت تلك المعلومات ابتداء من قيمة الدعم المخصص لرغيف العيش بعد تخفيض وزنه مرتين خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وعدد الذين يستهلكون هذا الرغيف ويحوزون بطاقات تموينية، بعد أن تم حذف أعداد منهم لأنهم لا يستحقون دعمها، وحتى النتائج المختلفة التى سوف تترتب على رفع سعر الرغيف المدعوم بالنسبة لبعض الفئات الاجتماعية وكيف سيتم تعويضها على غرار تعويض بعض الفئات الاجتماعية من خلال برامج للحماية الاجتماعية بعد تعويم الجنيه والذى كان له تأثير مباشر فى زيادة الدعم التمويني ودعم الكهرباء والبنزين والغاز والبوتاجاز والمشتقات البترولية الأخرى وقتها.
إن دور الإعلام هو توفير المعلومات الصحيحة للرأى العام، غير أن ذلك لم يحدث بعد فى موضوع دعم رغيف العيش واكتفى الإعلام فقط بالترويج لفكرة رفع سعر الرغيف المدعوم، بينما كان حتى الأمس فقط يشيد بدعم هذا الرغيف، رغم أنه كان يمكن أن يفعل ذلك بشكل أفضل لو كان يعلى أسس المهنية، وهو ما يعبر عن إحدى مشاكل إعلامنا.
إن موضوع رغيف العيش يجب أن يتصدى له إعلامنا من خلال توفير المعلومات الأساسية الصحيحة حول كل ما يتعلق به حاليا، بداية من تكلفة دعمه، وحتى مناقشة الخيارات التى قال وزير التموين إنه يتم دراستها الآن بخصوص تنفيذ توجيهات الرئيس برفع سعر رغيف العيش المدعوم ومن بينها تعويض الفئات التى ستتضرر من ذلك بعد تحديد هذه الفئات بشكل سليم وفتح الباب لأصحاب الاّراء المختلفة والمتخصصة فى هذا الموضوع .
