رئيس التحرير
عصام كامل

شرك إثيوبى جديد!

بينما نشطت جهود أمريكية وأفريقية بحثا عن حل لأزمة السد الإثيوبى، طرحت إثيوبيا اقتراحا جديدا يقضى بالتفاوض مع مصر والسودان على الملء الثانى فقط للسد والذى أعلنت أنها تنتوى القيام به بعد نحو خمسة أسابيع لاحتجاز نحو ١٣، ٥ مليار متر مكعب من المياه سوف تخسرها كل من مصر والسودان هذا العام وحده..


وهذا اقتراح إثيوبى خبيث جدا يستهدف أولا تخريب وضرب التنسيق والتوافق المصرى السودانى فى تلك الأزمة، لأنه يتجاوب مع بعض المخاوف السودانية الحالية بخصوص الملء الثانى، ويتجاهل المخاوف المصرية بخصوص الملء فى سنوات الجفاف، والجفاف الممتد.. كما أن هذا الاقتراح الإثيوبى الخبيث يستهدف أيضا تخفيف الضغط الذى تتعرض له إثيوبيا الآن، الذى وضعتها تحته مصر والسودان.

شراك خداعية
وهكذا إثيوبيا لم تعد تكتف بالمماطلة والتعنت فى المفاوضات، وإنما تلجا إلى وضع الشراك الخداعية أمام أية جهود أمريكية أو أفريقية لحل تلك الأزمة، والتى تمثلت فى مبادرة للرئيس الأوغندى، ووعد أمريكى من مبعوث بايدن فى القرن الأفريقى بتقديم مبادرة جديدة، وإنما تلجا الآن إلى وضع الشراك الخداعية لإجهاض هذه الجهود قبل أن تبدأ.

ولذلك لا يتعين أن نقبل نحن والسودان بهذا الاقتراح الإثيوبى الخبيث، مثلما رفضنا من قبل اقتراحها السابق الذى قدمته فى أواخر الشهر الماضى ويقضى بمشاركة خبراء مصريين وسودانيين مع آخرين إثيوبيين فى تداول المعلومات الفنية حول الملء الثانى للسد، حتى ولو لاقى اقتراحها هذا قبولا لدى بعض الدوائر الأمريكية والأوروبية والأفريقية بدعوى تفكيك الأزمة.

لا بد أن تظل إثيوبيا تحت الضغط مادمنا ندافع عن حقوقنا المائية لنمنعها من تحقيق هدفها النهائى وهو السيطرة على النيل الأزرق والتحكم فى مياهه التى تتدفق إلينا نحن والسودان.. وهذا ما بدا من إصرارانا خلال محادثات رئيس الكونغو بالقاهرة على إبرام اتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل السد.
الجريدة الرسمية