رئيس التحرير
عصام كامل

مأساة زهرة بريئة

مأساة إنسانية جديدة، تضاف إلى سجلات الإجرام من عتاة البلطجية، تعرضت لها فتاة صغيرة لم تتجاوز السادسة عشر من عمرها، كتب عليها أن تعيش طيلة عمرها وبها عاهة مستديمة، أو عاجزة عن الحركة،

بسبب وحش آدمي.

"أمل"، فاجأها مجرم وهي عائدة من الدرس، اعترض طريقها، قاومته، أخرج ساطورا من طيات ملابسه، وباغتها بشق وجهها، وخلال محاولتها الإفلات منه، ضربها بالساطور على كف يدها فتسبب في إصابة بالغة به قد تؤدي بها إلى البتر.

يقول والد "أمل": "أحد البلطجية الخارجين عن القانون، تعرض أكثر من مرة لابنتي في الشارع، ويبلغ من العمر 25 سنة، وفوجئت بابنتي تشكو لي من تكرار تعرض هذا البلطجي لها أثناء ذهابها وإيابها من وإلى الدروس، حتى اضطررت إلى توصيلها بنفسي وانتظارها حتى تنتهي من دروسها ونعود سويًا إلى البيت".

يكمل: "في يوم الحادث تربص لها وقبل دخولها إلى المنزل، استوقفها، وقال لها إنه سمع عن عريس تقدم لها، قائلا: "سأقوم بقتلك حتى لا تكوني لغيري"، وأخرج الساطور وانهال به على رأسها وجسدها، أمام والدتها وزميلاتها، ومنع عنها الإسعافات لأكثر من ساعة، مهدداً الجميع بالسلاح الأبيض الذي كان بحوزته، ولم يتركها حتى ظن أنها فارقت الحياة وفر هاربًا".

شياطين بشرية
ويضيف الوالد: "نقلت ابنتي إلى المستشفى وهي تعاني من كسور في الجمجمة وتمزق في الوجه وجروح قطعية في الأذرع والأرجل والبطن، حيث بدأ الفريق الطبي في إجراء جراحات دقيقة لها، لترميم الجسد الممزق، استغرقت أكثر من 4 ساعات متواصلة، حتى كتب لها النجاة وعادت إلى الوعي بعد أن قضت 5 أيام في غيبوبة تامة من هول الصدمة".

شابة صغيرة، لا ذنب لها ، سوى أن القدر وضع في طريقها هذا المجرم، ليضيع مستقبلها وتعيش مشوهة طوال عمرها بعد أن مزق روحها قبل جسدها.

شياطين بشرية، تعيث في الأرض فسادا، تهدد السلم الاجتماعي تهديدا بالغا، وتتلقف قنوات الأخبار في الخارج، تلك النوعية من الجرائم، لتنسج عن مصر أنها بلد تعيش فيه المرأة تحت وقع التهديد وفي دوامة عنف مستمر.

النص القرآني واضح ومفصل في جزاء الإفساد في الأرض، فيقول عز وجل في محكم كتابه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

الإعدام
كما عرف القانون المصري، البلطجة، بأنها الأفعال التي من شأنها الترويع والتخويف والمساس بالطمأنينة. ونصت المادة 375 مكرر من قانون العقوبات على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة كل من قام بنفسه أو بواسطة الغير باستعراض القوة أو التلويح بالعنف أو التهديد بأيهما أو استخدامه ضد المجنى عليه أو مع زوجه أو أحد أصوله أو فروعه، وذلك بقصد ترويعه أو التخويف بإلحاق أي أذى مادي أو معنوي به أو الإضرار بممتلكاته أو سلب ماله أو الحصول على منفعة منه أو التأثير في إرادته لفرض السطوة عليه أو إرغامه على القيام بعمل أو حمله على الامتناع عنه أو لتعطيل تنفيذ القوانين أو التشريعات أو مقاومة السلطات أو منع تنفيذ الأحكام، أو الأوامر أو الإجراءات القضائية واجبة التنفيذ أو تكدير الأمن أو السكينة العامة، متى كان من شأن ذلك الفعل أو التهديد إلقاء الرعب في نفس المجني عليه أو تكدير أمنه أو سكينته أو طمأنينته أو تعريض حياته أو سلامته للخطر أو إلحاق الضرر بشيء من ممتلكاته أو مصالحه أو المساس بحريته الشخصية أو شرفه أو اعتباره.

وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز 5 سنوات إذا وقع الفعل من شخصين فأكثر، أو باصطحاب حيوان يثير الذعر، أو بحمل أية أسلحة أو عصى أو آلات أو أدوات أو مواد حارقة أو كاوية أو غازية أو مخدرات أو منومة أو أية مواد أخرى ضارة، أو إذا وقع الفعل على أنثى، أو على من لم يبلغ ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة.

نطالب المشرع، بتعديل القانون ليصل سقف العقوبة إلى الإعدام أو السجن المؤبد، إذ لا تقل تلك الجريمة في ضراوتها وبشاعتها عن القتل، بل هي قتل فعلى لروح ومستقبل كان ينتظر مثل تلك الزهرة البريئة، وإشاعة حالة من الفوضى في المجتمع وإساءة إلى صورته في الخارج، نطالب بردع كل يد آثمة تلحق الضرر بهذا الوطن الآمن وتهدد سكينته وسلامه.
الجريدة الرسمية