...ويدخل ترامب في المشهد الاثيوبي التركي!
أهي صحوة مفاجئة لإدارة ترامب في ملفي تركيا وإثيوبيا أم أنه التوقيت الحاسم؟
كان أمس بالفعل يوم القرار الأمريكي في التعامل بشكل مباشر في الملف التركي شرقي المتوسط. فقد حذرت إدارة ترامب تركيا بشدة من مواصلة أعمال التنقيب عن الغاز قرب إحدى الجزر اليونانية.
وكانت تركيا وجهت سفينة أبحاث تعللت أنها لدراسة النشاط الزلزالى في محيط الجزيرة، كما أطلقت طيرانها الحربي إف ١٦، وبدورها أطلقت اليونان بوارجها الحربية في بحر إيجه وأنذرت تركيا، وتزامنا مع ذلك كله طلبت قبرص المتضررة من الاستفزازات التركية في مياهها الغازية الاقتصادية، طلبت من الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات لمعاقبة أنقرة، وكانت ألمانيا أيضا طلبت من أردوغان وقف استفزازاته!
قمة عربية طارئة قبل فوات الأوان !
لكنه يواصل الاستفزاز... وسنرى قريبا جدا كيف ستتحول الإنذارات والتحذيرات.. إلى أفعال تحمي قبرص العضو في الاتحاد الأوربي، وتحمي اليونان العضو في حلف الناتو. أو لا نرى!!
من ناحية أخرى نقلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن ستة مسئولين في إدارة ترامب ومساعدين في الكونجرس ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب يدرس حجب المساعدات الامريكية إلي اثيوبيا بسبب تعنتها في أزمة سد النهضة مع مصر.
وحجب المساعدات قد يكون كليا أو جزئيا، لكنه لن يشمل المساعدات الانسانية. قيمة اجمالي المساعدات تتجاوز ال٨٠٠مليون دولار، أكثر من نصفها تقريبا مساعدات انسانية.
الازمة الإثيوبية وبدء الملء والتعنت في
التفاوض مع مصر لم يكن بعيدا عن متابعة ترامب رغم أهواله وأحواله الداخلية. ووقع انقسام داخل إدارته بسبب هذه
الأزمة، فالرئيس ترامب يفضل الميل لصالح مصر، خاصة أنه
لا يريد عملا عسكريا من جانب القاهرة للدفاع عن مصالحها المائية.
على الحبشة أن تحذر الغضب المصرى العارم!
وترى المجلة أن مصر لوحت بذلك. ونرى أنه لم يحدث قط أن لوحت مصر بعمل من أعمال القوة لحل الأزمة مع إثيوبيا.. لكن هذا ما يقلق الإدارة الأمريكية. مسئولون آخرون يوسعون نظرتهم إلي إفريقيا، لكن ترامب ينزع لصالح مصر.
المسئولون الستة في البيت الابيض يتحدثون
عن أن وزارة الخزانة الامريكية ووزيرها هو من رأس مفاوضات ناجحة بين مصر والسودان
وإثيوبيا يناير الماضي، طلبت من نظيرتها الخارجية عرضا تفصيليا
بالمساعدات المقدمة لإثيوبيا والتى ستقدم، تمهيدا لاتخاذ قرار بالحجب الكلي أو الجزئي.
تحدثت المجلة النافذة في واشنطن عن " تسع سنوات من المفاوضات الإثيوبية
المصرية تعمدت فيها إثيوبيا تزييف الحقائق واطلاق تصريحات مغلفة بطابع الكذب
والتخبط، تتبنى سياسات التسويف والمماطلة وفرض الأمر
الواقع".. الحقيقة إذن ليست غائبة عن العالم وعن
الدولة الكبرى الفاعلة في أحداث الدنيا، ومسلسل الاستفزاز الإثيوبي وتصريحات من نوع نهر
النيل لم يعد نهرا بل بحيرة، والنيل لنا، والنيل إثيوبي، لن تمر
بلا حساب، حتى لو كانت لمغازلة الجموع الحبشية، لأنها
تمس كرامة الدولة المصرية في الصميم.
وكلنا لاحظنا بغضب وضيق بالغين ملامح الضيق
وكظم الغيظ على وجه الرئيس السيسي وهو علي طاولة التفاوض أون لاين مع رئيس الوزراء
الإثيوبي المراوغ بفجاجة وسماجة و.. كلاحة غير مسبوقة.
هتلر الجديد الخليفة أمير المغفلين الجدد!
في السياق ذاته فإن الرأي العام المصرى يتوقع، وسيحدث، أن تحتج الخارجية المصرية وتستدعى السفير الإثيوبي وتطالبه بتفسير للهراء الذي تطلقه الخارجية الإثيوبية وأن تكف الأخيرة عن إفراز هذه الترهات لأن النيل ليس ملكا لإثيوبيا، وأن يلجم وزير الخارجية لسانه أو يبتلعه.
ليس علي حساب كرامة دولة كبرى في إقليمها بحجم مصر يرضى المسئولون الأحباش مواطنيهم!