قمة عربية طارئة قبل فوات الأوان !
لا يمكن أن يمر الخطاب السياسي للرئيس السيسي، يوم استقبل وفود القبائل الليبية الممثلة لأرجاء ليبيا الجغرافية والسكانية، كما مر أي خطاب آخر له، ويمكن القول إن هذا الخطاب يتجاوز خطابه على الحدود المصرية الليبية، من قاعدة سيدى براني.
وكان كالعادة يتحدث بهدوء، لعدة أسباب أولها أن الكلمات التى استخدمها رئيس مصر كانت بمثابة إبراء ذمة مصرية أمام المجتمع الدولى، فقد أكد أن خط سرت الجفرة هو خط سلام وليس خط حرب، وأن المقصود به هو أن يلتزم كل طرف بالمواقع التى وصل إليها ولا يتجاوزها. يتم بعد ذلك بدء عملية تفاوض بين الطرفين الليبيين .
اقرأ ايضا:
على الحبشة أن تحذر الغضب المصرى العارم!
ثانيا، حرص الرئيس في كلمته وتعقيباته علي بيان وتوضيح المضاعفات العسكرية التى سوف تنشأ عن أية حماقة تركية، بالتقدم نحو سرت والجفرة، وفي الأخيرة قاعدة عسكرية ليبية ضخمة. ثالثا، إن من أخطر ما ألقاه الرئيس سريعا الاشارة الواثقة بأن الجيش المصرى حاليا أقوى جيش في الشرق الأوسط وافريقيا، ويمكنه تغيير المشهد العسكرى بشكل سريع وحاسم.
رابعا، حرص القائد الاعلى للقوات المسلحة علي التأكيد علي أخلاقيات العمل العسكرى المحتمل في ليبيا من جانب القوات المسلحة المصرية التى بات من حقها شرعيا، أن تحمى الامن القومي لمصر وجارتها الشقيقة.
ولم يفت المصريون، ومن باب اولى الليبيين، حرصه، على أن مصر
ليس لها مطامع في ثروات ليبيا، وانها سوف تتدخل لانقاذ سيادة وامن ليبيا، بطلب من الشرعية
الليبية، وسوف تخرج بأمر من الشرعية ذاتها: من فضلكم انصرونا.
شكرا كتر خيركم غادروا بلادنا ..
هكذا المشهد...
وفي الوقت ذاته، فإن الاداء السياسي المصرى، بمظاهره العسكرية القوية، كان له
تأثير بالغ، وتداع مضطرد علي الجبهتين التونسية والجزائرية . وفى تونس، أعلنت وزارة
الدفاع التونسية عن حشد قوات تونسية كبيرة علي الحدود مع ليبيا، ترقبا للموقف المتداعي
في ليبيا وانتشار العناصر الارهابية المرتزقة . وتشير المعلومات ان السلطات التونسية
رصدت تدفق اعداد كبيرة من الارهابيين والمرتزقة، غربي ليبيا، قريبا من حدود تونس.
فهل لهذا التدفق علاقة بزعزعة مكانة راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وزعيم الاخوان
في تونس، وهل هي رسالة ضاغطة من انقرة وحزب اردوغان الاخواني الى رئيس تونس الدكتور
قيس سعيد أن الحذر واجب والعقاب قائم ...
اقرأ ايضا:
هتلر الجديد الخليفة أمير المغفلين الجدد!
والمعروف حاليا ان تونس بلا حكومة، وتجرى مشاورات لاعادة تشكيلها بدون وزراء من اخوان النهضة عملاء انقرة ؟ كل دول الجوار إذن تتحسب عسكريا وأعلنت الطوارئ استعدادا للغزو العثمانلي.
في مواجهة هذا الخطر الداهم، لما لا تكون الحرب قومية.. بدلا من النزول فرادى
. الاوروبيون لم يحركوا ساكنا. الأمريكيون بياعون.. ولا يركن إليهم.. الروس يترقبون،
وفي انتظار مساجينهم في طرابلس باتفاق مع حكومة الوفاق.
في الواجهة فقط جيش مصر .
اجتمعوا ياعرب في قمة طارئة واتخذوا موقفا سياسيا عسكريا واقتصاديا موحدا.. لأن الخطر شامل وكاسح... ولو فات الوقت سيكون الندم عنوان كل العيون والحسرات في
كل القلوب.
مطلوب الآن وفورا قمة عربية افتراضية، لالزام العالم بصد الهجوم التركي علي
الأمن القومي العربي . ولاعلان اجراءات عسكرية واقتصادية موجعة ضد الرئيس التركي وحكومته
ترد إليه صوابه. الصمت العربى الحالي ... منذر بجنازة للامن القومي العربي.