رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

على الحبشة أن تحذر الغضب المصرى العارم!

يبدو أن إثيوبيا تتمتع بخاصية الوزير المزدوج. أعني بالطبع مزدوج النية، مزدوج اللسان. المزدوج اللسان عادة لا يقول الحقيقة ولا يريد الكشف عنها. وأمس فقط مر العالم كله، وبالذات في مصر، بتجربة التعايش مع وزير إثيوبي جافى الحقيقة وعلى نحو ثابت عليه.

 

نتحدث عن وزير المياه أو الري الحبشي الذي أعلن لرويترز بالصوت والصورة إن إثيوبيا بدأت بالفعل ملء سد النهضة، وتنتوي الملء في المرحلة الأولى حتى أربعة وتسعة أعشار المليار من المياه.


وتناقلت وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية العالمية تصريحات الوزير باعتبارها تتجاوز ما اتفق عليه في آخر جلسة تفاوض تحت إشراف الاتحاد الإفريقي بإحالة الموقف برمته إلى قادة الدول الثلاث. مصر والسودان وإثيوبيا.. كان ذلك في حوالي الساعة الثالثة ظهرا.

 

 

فرنسا الرائعة!
انقلبت الدنيا.. في السودان كلفت الحكومة مهندسي الري بقياس مناسيب المياه في النيل الأزرق، فوجدوها ناقصة ٩٠ مليون متر مكعب، وإن ذلك مستمر، وإن إثيوبيا بالفعل أغلقت بوابات للسد.


من ناحية أخرى أعلنت وزارة الري المصرية إحالة ملف السد إلى الخارجية المصرية، ويعني ذلك تحول الملف الفنى إلى ملف سياسي، وعلى الفور طلبت الخارجية المصرية توضيحا عاجلا لتصريحات وزير الري الإثيوبي.


مع السادسة مساء، عاد نفس الوزير إلى التصريح بقول ينفي قول نفس الوزير، لكن علي موقع مختلف هو الاسوشيتد برس ، ليعلن إن إثيوبيا لم تملأ الخزان، وأن تصريحاته تم تحريفها، وضاعف على ذلك باعتذار التليفزيون الإثيوبي بسوء فهم المقصود بالملء.

 

 

زفة بلدي: الحرب غداً.. الحرب غداً !
صور الأقمار الصناعية أوضحت تراكم كميات ضخمة من الماء خلف السد، فسرها الوزير الإثيوبي بأن الأمطار غزيرة فتجمعت وتراكمت وأعطت الانطباع بالملء الأول!
نصدق من فيهما: وزير الساعة الثالثة أم وزير الساعة السادسة؟

ويبدو أن المراوغة حرفة مألوفة لدى الساسة الأحباش، ورئيس الوزراء آبي أحمد نفسه حنث بالقسم الإلهى، لأنه تنصل من قسم غليظ أداه أمام الرئيس والشعب المصري في قصر الإتحادية حين قال أقسم بالله العظيم.. لن ولن ولن...، وتنصل أيضا من إعلان المبادئ.


أية دولة تمارس المراوغات لا يمكن الثقة فيها، وستدفع الحكومة الإثيوبية ثمنا باهظا جراء، وجزاء الانتهازية في أدنى وأحط صورها، وفعلت ذلك مرتين: الأولى ٢٠١١وقت الفوضى والتسيب والانفلات وتداعي الدولة بالخيانة والعمالة تحت عنوان ثورة ٢٥ يناير العميلة!


والمرة الثانية مع تصاعد الموقف العسكري في سرت. تحسب إثيوبيا أن مصر ٢٠١١ هي مصر ٢٠٢٠. وتحسب أن الدولة منغمسة، ورهينة العقل والقرار بالتطورات على الاتجاه الإستراتيجي الغربي.. كلا!

ليبيا والقرار المصري
تسيطر على الشارع المصرى حاليا بجميع طوائفه حالة استنفار بلا حدود، وغضب هائل، لن تتمكن القيادة السياسية من التحكم في مضاعفاته بسهولة، لأن خنق النيل وتحويله إلى ترعة وانهاء الحياة والوجود في مصر أو بيع المياه للمصريين.

 

عار أبدي لن نتحمله، فضلا عن أن القيادات السياسية والعسكرية المصرية لن تسمح بحدوث جريمة عظمى بهذا الحجم، ولن ترضى أن يكتب التاريخ أن هذا الجيل فرط في النيل.
غضب مصر علي إثيوبيا سيكون كاسحا.. بلا حدود.
لن نموت عطشا.

Advertisements
الجريدة الرسمية