سلام عليكم.. إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب
المجد للشهداء العظماء، الذين لبوا نداء مصر، نداء الأم لأبنائها المخلصين، فجادوا بأرواحهم، مودعين الأهل والولد، تاركين كل شيء من أجل وطن عزيز، ينعم أهله بالأمان والطمأنينة..
رحلوا بأجسادهم إلى جنة النعيم، غير محزونين، بعد أن كانوا فداء لهذا الوطن، فأحب الله لقاءهم، حب الوطن الذي أفرز في هولاء الأبطال الغيرة، ضد كل من يحاول أن يختلس من كرامته و أمنه، وضد كل من يتاجر أو يحتال باسم دين أو عقيدة، فلا يزالون يسطرون بأحرف من نور، أسماء في صحائف الأبطال، الذين مروا على سماء هذا البلد.
اقرأ أيضا: ثمانية أعوام من عُمر الإمام
أسطر كلماتي هذه، بعد ما حدث في مدينة "بئر العبد" من حادث جلل، أقدم عليه بعض الخونة والمأجورين، أو ممن يلتحفون بدين، وكل أديان السماء منهم براء، هؤلاء الذين يحصدون الأرواح دون ذنب، ليقيموا مأتما على استقرار هذا البلد، لكن لن يفلحوا إذا أبدا، ما دام فينا جيش ينبض بالغيرة..
هذا الحادث الأليم وما سبقه من حوادث بشعة على تراب أرضنا الغالية، ينذر بأن هناك عدوا يتربص بنا، يسعى لهدم استقرار وأمن هذا البلد، من خلال إسقاط أول لبنة من لبناته، وهم الجنود المرابطون لحماية حدوده وأمنه الداخلي، ضد كل خطر يحلق به، معتمدا على بعض الخونة، الذين وجدوا في هذا الطريق سبيلا لتحقيق أطماعهم الدنيئة، وإرضاء لنفوسهم الخبيثة، فيجب أن نقف جميعا في وجوههم القبيحة، وأن نقف إجلالا واحتراما لأسر الأبطال الذين طالتهم يد الخسة والخيانة.
اقرأ أيضا : سأحكي يومًا لأحفادي
بأي ذنب ترمل نسائهم؟ وبأي جرم تيتم أطفالهم؟ الأمهات التي تسكب أعينها دماء على فلذات أكبادها، كل هذا لصالح من، وإلى متى سيظل البعض من أصحاب العقول المغيبة الذين يقبلون على هذه الأفعال الشنيعة في غلفتهم، لكن عزائنا في شهدائنا وعد الله - سبحانه وتعالى- أنهم في "مقعد صدق عند مليك مقتدر"..
وإذا ذكرت أسماؤهم الخالدة، تتساقط عليهم الرحمات والدعوات، أما هؤلاء الذين باعوا ضمائرهم، وسلموا عقولهم لمن يعبث بها، فوعدهم الشيطان الخزي في الحياة الدنيا والخسران في الآخرة، وستظل مصر صامدة بسواعد أبطالها، مهما حاولت هذه التنظيمات الإرهابية، أن توقد نيران الفتنة، سنطفئها بدمائنا، حتى لا نمكن من يقف خلفهم، أن ينظر نظرة شماتة على خريطة هذه البلد، التي نجحت في تدمير العديد من أوكار هؤلاء الخونة، التي سيأتي أصحابها يوم القيامة، يحملون أوزارهم على ظهورهم" ألا ساء ما يذرون"، وستبقى مصر أمنا وسلاما إلى يوم الدين.
اقرأ أيضا: الأزهر.. ليس منصةً لإصدار الأحكام
إذا نفدت كلماتي، فإن دماءنا لن تنفد، أمام كل من يحاول النيل من هذا الوطن.. وختاما تحية واجبة لشهداء الأوطان عبر كل العصور والأزمان... تحية لشهداء مصر الذين انتزعوا راية الشهادة انتزاعا، فكانوا لنداء وطنهم ملبين، وإلى لقاء ربهم طامعين، فألقوا التحية على من سبقوهم قائلين" سلام عليكم.. إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب" فرحم الله الشهيد المنسي، صاحب هذه التحية، وأقرانه من الشهداء والأبطال.