رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

القهوة والمصطبة.. عندما نريد صناعة فن حقيقي!

بعد أن انتهينا من استعراض وتحليل محصلة النصف الأول من أعمال الموسم الدرامي الرمضاني الحالي والذي شهد عرض ما يقرب من 30 مسلسلًا أغلبها للأسف دون المستوى فنا ومضمونًا، وذكرنا بعض النماذج منها وأشادنا على الجانب الآخر بالمسلسلات المتميزة على ندرتها مثل النص، قلبي ومفتاحه، كامل العدد، ولاد الشمس وبالنجوم والفنانين والمخرحين والكتاب من صناع هذه المسلسلات.. 

نعود لنستكمل نفس المنهج مع أعمال النصف الثاني من الشهر الكريم، بعد مرور ما يقرب من ثلثيه والذي يعرض به نحو 10 أعمال جديدة سنتعرض لها تباعًا بدءًا من مقال اليوم والذي خصصناه لتناول عملين من هذه الأعمال التي تدخل ضمن قائمة الأفضل والأكثر تميزًا حتى الآن، ليس في النصف الثاني من رمضان فقط بل وفي أعمال رمضان هذا العام بالكامل.

قهوة المحطة والمآسي الكبرى

أول هذين العملين في النصف الثاني من رمضان والذان قد يساهمان  بقوة في تقديم العوض عن ضعف أعمال النصف الأول ويعدلان الكفة هو قهوة المحطة للكاتب الكبير الأكثر إبداعًا على الساحة حاليًا الصعيدي الصوفي عبد الرحيم كمال، الذي يقدم من خلاله ملحمة فنية بديعة يكتنفها الغموض والتشويق والإثارة والرموز التي تتناول حياة البشر في كل زمان ومكان.. 

بين الحب والخيانة والظلم والتضحية والرغبة والطموح والشر والخير والتي يشير لها كمال بكتاب المآسي الكبرى الذي يحمله معه دائما بطل العمل مؤمن - أحمد غزي والذي يضم أبرز ما كتب الأديب الإنجليزي الأشهر وليم شكسبير مثل هاملت، عطيل، الملك لير، ماكبث.. 

 

وتدور الأحداث حول مؤمن الشاب الصعيدي القادم إلى القاهرة بحثًا عن حلمه في أن يصبح نجما في عالم التمثيل! فلا يجد سوى قهوة المحطة بميدان رمسيس ملجأ له فيتم قتله بها! وعندما تبدأ المباحث في تحقيقاتها نكتشف أسرار وحكايات كثيرة مثيرة وراء كل رواد المقهى الذين تتقاطع علاقاتهم ومصائرهم مع بعض وما خفي كان أعظم!

 

وأبطال هذه الملحمة القادم بقوة إلى الصفوف الأولى المفاجأة الفنان الشاب أحمد غزي مع عملاق التمثيل الذي يهدر موهبته المتفردة في أعمال كوميدية لا تليق به القدير بيومي فؤاد، والأستاذ الكبير رياض الخولي والنجمة المتألقة هالة صدقي والرهيبة انتصار مع باقي فريق العمل من المبدعين..

الرائع الذي لم يأخد حقه فنيا ولا إعلاميًا حتى الآن ضياء عبدالخالق في دور خليفة الذي فقد عقله تقريبًا بسبب هروب زوجته الجميلة الصغيرة من ظلمه وغيرته عليها، والموهوبة الواعدة صاحبة الوجه المريح فاتن سعيد في دور شروق الفتاة الصعيدية حبيبية البطل مؤمن..

والمجتهد أحمد خالد صالح في دور ضابط المباحث والذي أراه من أفضل ما قدم حتى الآن وأخيرًا المرأة الجميلة ذات البصمة غادة طلعت، قاد كل هؤلاء بحنكة ومهارة شديدة وميزان حساس فائق الاهتمام بالتفاصيل والدقة في اختيار أبطاله المخرج المبدع في كل أعماله إسلام خيري. 
وكم كان موفقًا  في اختيار رائعة الكبيرين الموسيقار أحمد منيب والشاعر عبد الرحيم منصور 'يا وعدي ع الأيام' تترا للمسلسل والتي تتماهى مع قضية المسلسل التي هي قضية الإنسان في كل زمان ومكان.

ظلم المصطبة مباراة في التمثيل

العمل الثاني الأكثر إبداعًا في النصف الثاني من رمضان هو ظلم المصطبة، قصة ومعالجة أحمد فوزي صالح، سيناريو وحوار محمد رجاء وإخراج محمد علي وعمرو موسى، بطولة  النجمة التقيلة المبدعة إبنة الوز حقا ريهام عبد الغفور في أفضل أدوارها حتى الآن، مع المبدعين الكبيرين دوما فتحي عبد الوهاب وإياد نصار.. 

 

وثلاثتهم يقدمون وجبة فنية كاملة الدسم تمامًا، تتخللها مباراة حامية الوطيس في أصول فن التمثيل كما يجب أن يكون، مباراة مليئة بالتشويق والإثارة سريعة الإيقاع منذ البداية، تتناول حكاية ثلاث شخصيات رئيسة متشابكة هي هند -ريهام عبد الغفور، وحمادة- فتحي عبد الوهاب، وحسن -إياد نصار، يعيشون في إحدى مدن الريف بمحافظة البحيرة والتي تحكمها قوة العادات والتقاليد والعرف والموروثات التي تفوق قوة القانون في بعض الأحيان!

 

ومن هنا يأتي المثل الشعبي: ظلم المصطبة ولا حكم المحكمة، ترتبط هند بعلاقة حب مع حسن الذي كان من المفترض أن يتزوج شقيقتها الكبرى قبل أن يسافر فجأة مع صديق عمره حمادة إلى ليبيا، بحثا عن رزق أوسع، فيقومان بأعمال غير مشروعة يجنيان منها أموالًا كثيرة، لكن يقع حسن في قبضة إحدى الجماعات الليبية ويسجن لمدة سبع سنوات بينما ينجح حمادة في العودة بالأموال إلى بلدته مدعيًا سفر حسن إلى إيطاليا وزواجه من فتاة هناك!

ويصبح من كبار التجار الأثرياء في بلدته ويتزوج من هند وينجب منها طفلة، وفجأة يعود حسن إلى بلدته مطالبًا بنصيبه من الأموال ولكن حمادة يعتقد أنه طامع في زوجته أيضًا، فيدور صراع رهيب يحبس الأنفاس بين الأطراف الثلاثة، خاصة عندما يشك حمادة في خيانة زوجته هند له مع حبيبها السابق حسن!

فلا يتورع في إرغام الإثنين على عمل محاكمة عرفية لهما عن طريق موروث شعبي قديم هو البشعة التي رغم أنها تثبت براءتهما لكنه يستمر في شكوكه وضغوطه على زوجته التي تدافع عن نفسها وتحاول قتله وتفر وإبنتها مع حسن إلى الصعيد ومازالت تتوالى الأحداث.


يشارك أيضًا في منظومة نجاح وتميز هذا المسلسل بسمة وأحمد عزمي ومحمد علي رزق. والحقيقة أن المؤلفين يستحقان التقدير على طرح مثل هذا الموضوع الشائك الذي أعاد أجواء الريف مرة أخرى إلى الدراما المصرية بشكل حقيقي وليس كاريكاتيريا قبل معظم الأعمال السابقة! وكذلك المخرجين الذين بذلا مجهودا واضحا خاصة وأن الأحداث تدور في أماكنها الطبيعية الحقيقية وليست ديكورات وأماكن مغلقة!

 


في النهاية فإن قهوة المحطة وظلم المصطبة عملان يثبتان بقوة أن صناع الدراما المصرية عندما يريدون تقديم فن وإبداع حقيقي بعيدًا عن مسلسلات العنف والجريمة والبلطجة والإسفاف الطاغية على الساحة فإنهم قادرون تمامًا!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية