رئيس التحرير
عصام كامل

ولسه الأماني ممكنة؟!

هل كنا نحتاج إلى تعليقات وآراء الرئيس السريعة والقوية في حفل إفطار القوات المسلحة منذ أيام قلائل والتي تعكس عدم رضاه على مستوى الدراما التليفزيونية والإعلام في الوقت الحالي! لكي تقوم الدنيا ولا تقعد حتى الآن! وتعلن كل أجهزة الدولة ومؤسساتها المعنية وغير المعنية بهذين الملفين خاصة ملف الدراما، عن عقد لجان ومؤتمرات ومشاورات ومناقشات ومبادرات والاستعانة بالخبراء والمبدعين الحقيقين المنسيين منذ سنوات عديدة.. 

وعلماء النفس والتربية والاجتماع للوصول إلى أطر يتاح من خلالها تقديم دراما تلفزيونية هادفة، تحترم عقول الناس وتبني الأجيال القادمة بعيدًا عن الأعمال الهدامة التي انتشرت واستشرت بقوة في السنوات الأخيرة، ولا سيما الكثير من الأعمال التي عرضت وتعرض في الموسم الرمضاني الحالي والتي بلغ معها السيل الزبى؟!

 

الغث والسمين

هل كنا نحتاج إلى توجيهات رئاسية لكي يعرف القائمون على صناعة الدراما السمين من الغث والنافع من الضار والصالح من الطالح، فيما ينتجونه ويقدمونه للناس دون وعي أو إدراك لخطورة ذلك في أغلب الأحيان؟! هل كنا في حاجة إلى أن تأتي الحلول للمشاكل والأزمات من 'فوق' كما تعودنا للأسف في معظم أمورنا على مدار عقود طويلة ؟! فتسارع وتتسابق الأحزاب الكرتونية في غالبيتها لمحاولة القيام بأي دور لعل وعسى؟! وهل كنا نحتاج إلى الإشارات الرئاسية كي يستفيق صناع الدراما من سباتهم العميق؟! 

 

وإلى أن تعلن الهيئة الوطنية للإعلام عن عودة قطاع الإنتاج الذي كان حجر الزاوية في تقديم مسلسلات تلفزيونية خالدة خلال فترتي التسعينيات والسنوات الأولى من الألفية الجديدة وعودة مدينة الإنتاج الإعلامي بعد غياب أكثر من 10 سنوات للمشاركة معا في تقديم مسلسل عن رائد الاقتصاد المصري طلعت حرب، ليعرض في رمضان 2026 إن شاء الله في 30 حلقة تأليف محمد السيد عيد وهو مشروع كان متوقفا منذ عدة سنوات؟! 

 

وأن تعلن الهيئة أيضا عن عقد مؤتمر موسع في الشهر المقبل بعنوان مستقبل الدراما في مصر، بحضور الكتاب والمخرجين والمنتجين وعلماء النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد وسيتم رفع التوصيات للمؤسسات المعنية وذلك تنفيذًا واستجابة لرؤية الرئيس التي طرحها في حفل إفطار القوات المسلحة والتي تقضي بضرورة تعزيز القيم النبيلة في صناعة الدراما والسينما، وضرورة مواجهة العنف والجريمة وتعاطي المخدرات وإشعال الصراع المجتمعي وترويج الابتذال اللفظي والانحراف السلوكي وتدمير قيم العائلة؟!

 

أعطوا العيش لخبازه

دون أن أحاول إدعاء البطولة والفضل في أي شيء، فقد جاهدت طوال السنوات الثلاث الأخيرة وبح صوتي ونفد مداد عشرات أقلامي في إعلان غضبي الشديد وانتقادي واستنكاري لأغلب ما يقدمه صناع الدراما في مصر من مسلسلات وبرامج دون المستوى فنيًا وأخلاقيا.. 

 

أعمال تروج للبلطجة والعنف والجريمة بكافة أشكالها وتحض على نشر القيم السلبية وتصدر صورة خادعة غير حقيقية مسيئة ومضرة أشد الضرر بشعبنا الطيب ومصرنا الحبيبة في الخارج بين الشعوب العربية والأجنبية وهي لا تستحق مننا إلا كل تقدير وحب! وبرامج تافهة تحط من شأن ضيوفها وتستخف بعقول المشاهدين!


ولطالما طالبت صناع الدراما وكل الجهات المعنية والرقابة أن يضطلع كل منهم بدوره في التصدي لتلك الظاهرة الخطيرة التي باتت تهدد المجتمع بقوة في منظومة قيمه ولحمته ونسيجه وأن يستفيقوا قبل فوات الآوان ويقدموا أعمالًا مختلفة وهادفة مثل عشرات الأعمال والبرامج التي تربى عليها أجيال وأجيال من نوعية ليالي الحلمية ورأفت الهجان والعائلة ورحلة السيد أبو العلي البشري وأرابيسك وغيرها من الأعمال المحترمة.. 

وناشدت عبر مقالاتي في هذا السياق الجهات المسؤولة والمعنية بضرورة إعطاء العيش لخبازه بعيدا عن مبدأ أهل الثقة قبل أهل الكفاءة والخبرة! بعيدا عن المحسوبية والشللية المتحكمة في العملية الفنية برمتها! 

 

وأكدت على أهمية سيادة العدل في إسناد الأعمال للمخرجين والكتاب والممثلين وحتمية عودة الاستعانة بكبار 'الشغلانة' من هؤلاء أمثال محمد فاضل ومجدي أبو عميرة وأحمد صقر ومحمد جلال عبد القوي والرجوع كذلك إلى روايات كبار الأدباء للمساهمة في حل مشكلة ندرة الورق الجيد.

 

وحملت مقالاتي الأخيرة عن أعمال رمضان هذا العام نفس المطالبات والمناشدات وأكثر بعد أن فاض الكيل بمعظم الأعمال المقدمة فيه للدرجة التي دفعتني دفعًا إلى كتابة مقال منذ أيام قليلة بعنوان أليس منكم رجل رشيد ؟! رجل أو جهة توقف هذا العبث الذي خلته من شدته وجبروته يشبه المؤامرة على الفن والمجتمع المصري! وتعبيرًا عن صدمتي وضيقي واستنكاري الشديدين من كم الإسفاف والابتذال والرخص والتفاهة الذي تتسم به عدد كبير من الأعمال التليفزيونية المعروضة!

 

 

بارقة أمل

والحمد لله أنه قد لاقت مقالاتي المتواضعة وكتابات وتغريدات زملائي من النقاد والإعلاميين  المحترمين والجمهور الواعي أخيرًا صدى لدى القيادة السياسية التي وجهت بدورها إلى ضرورة عمل وقفة جادة مع كل ما يقدم من أعمال تليفزيونية بمشاركة صناع الدراما مع أساتذة علم النفس والاجتماع والتربية وصولًا إلى إيجاد الخلطة المناسبة لأعمال تعيد الدراما المصرية إلى سابق مسارها الصحيح ودورها الحيوي في بناء المجتمع وتعزيز منظومة القيم والأخلاق بمزيد من الأعمال الهادفة التي تقدم النماذج الإيجابية المحفزة المشرفة والتي يزخر بها تاريخنا وحاضرنا في كافة المجالات.
وكم أتمنى أن تصبح توجيهات الرئيس تلك بمثابة بارقة الأمل فلسة الأماني ممكنة في مستقبل أفضل للدراما المصرية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية