فيه هدى وشفاء (16)
عزيزي القارئ لازال الحديث عن الآفات المهلكة التي تعتل بها القلوب والأنفس والأجساد والتي حذر الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام منها، ونهى عنها ووضعا لها سبل ووسائل للعلاج منها، وحديثنا في هذا المقال عن آفة الغضب، ولنبدأ بتعريفه..
الغضب هو إنفعال وتغير يحدث عن غليان الدم في القلب يخرج صاحبه عن طبعته، وهو من أضر الأشياء وأخطرها على الإنسان فهو يؤدي إلى أمراض القلب والشرايين، وإرتفاع ضغط الدم، وضعف المناعة، والأمراض الجلدية مثل الحساسية والصدفية، والصداع المزمن، بجانب ما يعود على الإنسان في أمر دينه من الضرر..
إذ أن الغضب يخرج الإنسان على حالته الطبيعية فيدفع الإنسان إلى التلفظ بالأقوال الفاحشة البذيئة، وربما يصل الغضب بصاحبه إلى أن يقتل وهو من أكبر الكبائر، ولمدى خطورة الغضب حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث الشريفة منها: أن رجلًا قال للنبي: أوصني؟ قال: لا تغضب فردد مرارًا، قال: لا تغضب..
وعن أبي الدرداء أن رجلًا جاء إلى رسول الله فقال له: دلني على عمل يدخلني الجنة؟، قال رسول الله: “لا تغضب ولك الجنة”.
ويقول أحد الصالحين: فهذا الرجل طلب من النبي أن يُوصيه وصية وجيزة، جامعة لخصال الخير، ليحفظها عنه خشية أن لا يحفظها، لكثرتها، فوصَّاه صلى الله عليه وسلم أن لا يغضب، ثم ردَّد هذه المسألة عليه مرارًا، والنبي يردّد عليه هذا الجواب، فهذا يدل على أن الغضب جماع الشر، وأنَ التحرز منه جماع الخير..
ويقول أحد العارفين بالله: إن هذا الحديث حديث عظيم، وهو من جوامع الكلم، لأنه جمع بين خيري الدنيا والآخرة، لأن الغضب يؤول إلى التقاطع ومنع الرفق، وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه، فينقص ذلك من الدين، ويتضمن الحديث دفع أكثر شرور الإنسان، لأن الشخص في حال حياته بين لذة وألم، فاللذة سببها ثوران الشهوة أكلًا وشربًا وجماعًا ونحو ذلك، والألم سببه ثوران الغضب، فإذا إجتنبه يدفع عنه نصف الشر، بل أكثر..
وقال المناوي: حديث الغضب هذا ربع الإسلام، لأن الأعمال خير وشر، والشر ينشأ عن شهوة أو غضب، والخير يتضمن نفي الغضب، فتضمن نفي الشر، وهو ربع المجموع.
وقيل لابن المبارك: إجمع لنا حسن الخلق فقال: ترك الغضب، فهو من أقبح الأخلاق السيئة لأنه يخرج المرء عن طبيعته الإنسانية إلى البهيمية ويحمله على إرتكاب تصرفات سيئة من السب واللعن والشتم والضرب والإعتداء والإتلاف والطلاق، بل ربما والعياذ بالله تلفظ بألفاظ توجب الردة، وللغضب آثار سيئة على الفرد والمجتمع، فكم فرق بين الأحباب وأفسد بين الخلان وشتت أسرًا كانت مطمئنة.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تغضب"، يشمل معنيين: الأول، أن يتجنب المرء الوقوع في الغضب إبتداء، أو يقلل منه بأن يعمل بالأسباب التي توجب حسن الخلق من الحلم والكرم والحياء والتواضع وكف الأذى والصفح والعفو والطلاقة، وغير ذلك.
والثاني، أن لا يعمل بمقتضى الغضب إذا وقع فيه، بل يجاهد نفسه على تركه، فإن الغضب إذا ملك الإنسان كان الآمر الناهي له.
وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم الذي يملك نفسه عند الغضب، فقال: "ليس الشديدُ بالصُّرَعةِ، إنما الشديد الذي يملِكُ نفسه عند الغضب".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا