مع الزاهدين.. السرّي السقطي، طبيب القلوب

يعتبر السري السقطي، رحمه الله، أحد أهم أئمة الزهد، والتصوف على مر التاريخ.. وهو الإمام الهمام المعروف بطبيب الغذاء وتصفية القلوب، السَّرِيُّ بنُ الـمُغَلِّسِ السَّقَطِيُّ، الإمام، القدوة، شيخ الإسلام، أبو الحسن البغْداديُّ خال الجنيد وأستاذه، وهو تلميذ معروف الكرخي.
كان، رحمه الله، وحيد زمانه وفريد دهره في الزهد والورع وأحوال السنة وعلوم التوحيد.. وكان ورده في كل يوم خمسمائة ركعة.
كان مولده في حوالي عام 160 هـ، حدَّث عَنِ الفُضَيْلِ بن عِيَاضٍ وَغَيْره، وَاشتَغل بالعبَادةِ، وصحبَ مَعروفًا الكَرخيَّ، وهو أَجلُّ أَصحابه، رَوى عنه الجُنَيْدُ بن محمد، وَالنُّورِيُّ أبو الحسين، وأبو العبَّاس بن مَسْرُوْق، وغيرهم.
قَال أَبو عبد الرحمن السُّلَمِيُّ كَانَ السَّرِيُّ أول من أظهر ببغداد لسان التَّوحيد، وتكلم في علوم الحقائق، وهو إمام البَغْدَادِيِّيْنَ فِي الإشارات.
دلائل زهده وورعه
قَالَ الجُنَيْدُ: سَمِعْتُ سَرِيًّا يَقُوْلُ أَشْتَهِي مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ جَزَرَةً أَغمِسُهَا فِي دِبْسٍ وَآكُلُهَا، فَمَا يَصِحُّ لِي.
قَالَ الجنيد: مَا رَأَيْتُ أَعْبَدَ للهِ مِنَ السَّرِيِّ، أَتَتْ عَلَيْهِ ثَمَانٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً مَا رُئِيَ مُضْطَجِعًا إِلاَّ فِي عِلَّةِ المَوْتِ.
وقَالَ الجُنَيْدُ: وَسَمِعْتُهُ يقول إِنِي لأنْظُرُ إِلَى أَنفِي كلَّ يومٍ مَخَافَةَ أَن يَكُون وجهِي قَدِ اسودَّ، وَمَا أحِبُّ أن أموتَ حيثُ أُعْرَفُ، أَخاف أن لاَ تَقبَلَنِي الأرضُ، فَأَفْتَضِح.
وكان سيدنا السري السقطي رحمه الله تعالى، يقول: جاهدتُ نفسي على الزهد، فاستجابت في كلِّ شيء إلا الزهد في المكانة عند الناس، ما زلت أجاهدها فيه.
قال أبو العباس بن مسروق: بلغني أن السري كان يتجر في السوق وهو من أصحاب معروف الكرخي؛ فجاء معروف يومًا ومعه صبي يتيم فقال له: اكْسُ هذا اليتيم، قال السري: فكسوته، ففرح به معروف وقال: بغّضَ الله إليك الدنيا، وأراحك مما أنت فيه، فقمت من الحانوت وليس شىءٌ أبغض إليّ من الدنيا، وكل ما أنا فيه من بركات معروف.
من أقواله المأثورة
- لو أشفقت هذه النفوس على أبدانها شفقتها على أولادها للاقت السرور في معادها.
- المغبون من فنيت أيامه بالتسويف.
- التوكل الانخلاع عن الحول والقوة.
- أربع خصال ترفع العبد: العلم والأدب والعفة والأمانة.
- من استعمل التسويف طالت حسرته يوم القيامة.
وقال أبو بكر العطشي للسري السقطي: ماذا أراد أهل الجوع بالجوع، فقال: ماذا أراد أهل الشبع بالشبع، إن الجوع أورثهم الحِكم، وإن الشبع أورثهم الغم.
قال رجل لسرى السقطي كيف أنت؟ فأنشأ يقول:
"من لم يبت والحب حشو فؤاده... لم يدر كيف تفتت الأكبادُ"
وقال: من لم يعرف قدر النعم سُلبها من حيث لا يعلم، ومن هانت عليه المصائب أُحرز ثوابها.
وقال: أحسن الأشياء خمسة؛ البكاء على الذنوب، وإصلاح العيوب، وطاعة علام الغيوب، وجلاء الرين عن القلوب، وأن لا تكون لما تهوى ركوب.
وفاته
تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقِيْلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحدَى وَخَمْسِيْنَ وَقِيْلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ، دفن بعد العصر.
ودفن بمقبرة الشونيزية وقبره ظاهر معروف، وإلى جنبه قبر الجنيد رضي الله عنهما.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا