مع الزاهدين.. الفقيه مسلم بن يسار

هو القدوة، الفقيه، الزاهد، أبو عبد الله البصري، من موالي طلحة بن عبيد الله، رضي الله عنه.
مسلم بن يسار يكنى أبا عبد الله، مولى طلحة بن عبيد الله التيمي.
روى عن الصحابي عبادة بن الصامت، رضي الله عنه، ولكنه لم يقابله، وعن ابن عباس، وابن عمر، وأبيه يسار، فقيل: إن أباه كان من الصحابة.. وغيرهم.
حدَّث عنه محمد بن سيرين، وقتادة، وآخرون.

قالوا عن عبادته

قال ابن عون: كان لا يفضل عليه أحد في زمانه. وقال ابن سعد: كان ثقة، فاضلا، عابدا، ورعا.
وقال علي بن أبي حملة: قدم علينا مسلم بن يسار دمشق، فقالوا له: يا أبا عبد الله، لو علم الله أن بالعراق من هو أفضل منك، لأتانا به. فقال: كيف لو رأيتم أبا قلابة؟!.
وقال قتادة: مسلم بن يسار خامس خمسة من فقهاء البصرة.
ميمون بن جابان: ما رأيت مسلم بن يسار ملتفتًا في صلاته قط، خفيفة ولا طويلة.. لقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق لهدته وإنه لفي المسجد في صلاة فما التفت.
عبد الجبار بن النضر السلمي: حدثني رجل من آل محمد بن سيرين قال: رأيت مسلم بن يسار رفع رأسه من السجود في المسجد الجامع فنظرت إلى موضع سجوده كأنه قد صب فيه الماء من كثرة دموعه.
جعفر بن حيان: ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في الصلاة فقال: وما يدريكم أين قلبي؟!.
(كان مسلم إذا دخل المنزل سكت أهل البيت فلا يسمع لهم كلام، وإذا قام يصلي تكلموا وضحكوا).
وروى هشام بن حسان، عن العلاء بن زياد أنه كان يقول: لو كنت متمنيا، لتمنيت فقه الحسن، وورع ابن سيرين، وصواب مطرف، وصلاة مسلم بن يسار.

روى حميد بن الأسود، عن ابن عون، قال: أدركت هذا المسجد وما فيه حلقة تنسب إلى الفقه إلا حلقة مسلم بن يسار.
وقال غيلان بن جرير: كان مسلم بن يسار إذا صلى كأنه ثوب ملقى.
ابن عون: رأيت مسلم بن يسار يصلي كأنه وتد لا يميل على قدم مرة ولا على قدم مرة ولا يتحرك له ثوب ولا يتروح على رجل.
عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار (حفيده) قال: حدثني أبي قال: رأيت مسلمًا وهو ساجد، وهو يقول في سجوده: متى ألقاك وأنت عني راض؟ ويذهب في الدعاء ثم يقول: متى ألقاك وأنت عني راض.
وعن ابن عون قال: كان مسلم بن يسار إذا كان في غير صلاة كأنه في صلاة.
ةقال سفيان: "ما غبطتُ (حسدت) رجلًا بشيءٍ من الدنيا ما غبطته بثلاث بزوجة صالحة، وبجار صالح، وبمسكن واسع". 

من كراماته

كان مسلم بن يسار قائمًا يصلي فوقع حريق إلى جنبه فما شعر به حتى طفئت النار.

وحكى ابن المبارك، قائلا: قال مسلم بن يسار لأصحابه يوم التروية: هل لكم في الحج؟ فقالوا خرف الشيخ.. وعلى ذلك لنطيعه.
قال: من أراد ذلك فليخرج فخرجوا إلى الجبان برواحلهم فقال: خلوا أزمتها.
فأصبحوا (فلما طلع عليهم الصبح، وجدوا أنفسهم في الأراضي المقدسة) وهم ينظرون إلى جبال تهامة.
لقي مسلم بن يسار جماعة من الصحابة.

وفاته

وتوفى مسلم بن يسار في سنة 100 أو 101، في خلافة عمر بن عبد العزيز.
قال سفيان بن عيينة: إن الحسن البصري لما مات مسلم بن يسار، قال: "وامعلّماه".
أما مالك بن دينار فقال: رأيت أبا عبد الله مسلم بن يسار في منامي بعد موته بسنة؛ فسلمت عليه فلم يرد السلام فقلت: ما يمنعك أن ترد عليَّ السلام؟! فقال: أنا ميت فكيف أرد عليك السلام؟! قال: قلتُ له فماذا لقيت بعد الموت؟ قال: فدمعت عينا مالك عند ذلك، وقال: لقيتُ والله أهوالًا عظامًا شدادًا.

مع الزاهدين، هل يتعارض الزهد مع الثروة؟

مع الزاهدين، الزهد في حياة أبو بكر الصديق

قال فقلتُ: فما كان بعد ذلك؟ قال: وما تراه يكون من الكريم؟ قبِل منا الحسنات وعفا لنا عن السيئات وضمِن عنا التبعات.
قال: ثم شهق مالك شهقة خر مغشيًا عليه.
قال: فلبث بعد ذلك أيامًا مريضًا من غشيته ثم مات.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.