رئيس التحرير
عصام كامل

معارك وغزوات، معركة البويب وانتقام المسلمين لهزيمة موقعة الجسر

معركة البويب، فيتو
معركة البويب، فيتو

معركة البويب، يستمر القسم الديني في بوابة فيتو، خلال شهر رمضان، في تقديم سلسلة من المعارك والغزوات الإسلامية، التي كتب بها المسلمون التاريخ الإسلامي، وساعدت في نشر وإعلاء كلمة الحق، ووصول الإسلام من أدنى الأرض إلى أقصاها.

ومعركة البويب التي نحن بصدد تناول تفاصيلها وأحداثها، من المعارك الحاسمة التي انتقم فيها المسلمون من الهزيمة في موقعة الجسر

 

معركة البويب

معركة البويب من المعارك الحاسمة التي وقعت في رمضان 13 هـ، بين المسلمين وعلى رأسهم المثنى بن حارثة، والقوات الفارسية الساسانية وعلى رأسها مهران بن باذان قائد الجيش الإمبراطوريّ الفارسي، وذلك في الحيرة، وقد كانت الغلبة في هذه المعركة للمسلمين.

 

 

 

معركة البويب.. 8 آلاف مقاتل مسلم يهزمون مائة الف من الفرس
معركة البويب

أسباب معركة البويب

وقد كانت هذه المعركة بالعراق نظير معركة اليرموك التي وقعت بالشام، التي بدأت فصولها عندما انهزم المسلمون أمام الفرس في موقعة "الجسر" وذلك في شعبان سنة (13هـ) فبلغ الخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فندب الناس إلى الانضواء تحت قيادة المثنى بن حارثة الذي انحاز بالمسلمين غربيّ نهر الفرات، وأرسل إلى من بالعراق من أمراء المسلمين يطلب منهم الإمداد، وأرسل إلى عمر فبعث إليه بمدد كثير فيهم جرير بن عبد الله البجلي على رأس قبيلته "بجيلة"، كما أرسل كلًا من هلال بن علقمة وعبد الله بن ذي السهمين ومعهما طائفة من الرباب وأفراد من قبائل خثعم، ولما وفد إلى عمر رضي الله عنه ربعيّ بن عامر بن خالد وعمر بن ربعيّ بن حنظلة في نفرٍ من قومهما ألحقهما بالعراق، لتتوالى الوفود في نصرة إخوانهم ومدّهم بالقوّة والسلاح.

 

وعلم رستم قائد الفرس أن المسلمين قد حشدوا له الحشود، فجهّز جيشًا عظيمًا بقيادة مهران الهمداني، ولما سمع المثنى بذلك كتب إلى أطراف الجيش الذين قدموا لنجدته قائلًا لهم: "إنا جاءنا أمرٌ لم نستطع معه المقام حتى تقدموا علينا، فعجّلوا اللحاق بنا، وموعدكم "البويب" -وهو مكان بأرض العراق قريب من الكوفة اليوم ـ" فتوافوا جميعًا هناك في شهر رمضان سنة (13هـ).

 

أحداث معركة البويب

ووقف مهران في الجهة المقابلة لنهر الفرات، وأرسل إلى المثنى يقول له: "إما أن تعبر إلينا، وإما أن نعبر إليك"، فقال له المثنى: "بل اعبروا إلينا"، فعبر مهران فنزل على شاطئ الفرات، وأقبل الفرس في ثلاثة صفوف مع كل صفٍّ فيل، ولهم زجلٌ وصياح: فقال المثنى لأصحابه: "إن الذي تسمعون فشل فالزموا الصمت". ثم عبّأ المثنى جيشه وأمرهم بالإفطار ليتقووا على عدوهم فأفطروا، وطاف بين الصفوف وهو على فرسه، فجعل يمر على كل راية من رايات الأمراء والقبائل يحرضهم، ويرفع معنوياتهم، ويحثهم على الجهاد والصبر، ويثني عليهم بأحسن ما فيهم، وكلما مرّ على صفٍّ قال لهم: "إني لأرجو ألا يؤتى الناس من قبلكم بمثل اليوم، والله ما يسرني اليوم لنفسي شيء إلا وهو يسرني لعامَّتِكم"، فيجيبونه بمثل ذلك، وأنصفهم من نفسه في القول والفعل، وخالط الناس فيما يحبون وما يكرهون، فاجتمع الناس عليه، ولم يعب له أحد قولًا ولا فعلًا، وفي ذلك دلالة بيّنة على حنكته في قيادة جنده وحسن تدبيره، حيث حرص على استمالة قلوب جنده مما يكون له أثر بالغ في وحدة الصف وقوة التلاحم بين أفراد الجيش.

 

ثم قال لهم: إني مكبر ثلاثًا فتهيّئوا، فإذا كبَّرت الرابعة فاحملوا، فلما كبَّر أول تكبيرة عاجلتهم الفرس وحملوا عليهم، فالتحم الفريقان واقتتلوا قتالًا شديدًا، وعندها رأى المثنى خللًا في بعض صفوفه فبعث إليهم رجلًا يقول لهم: "الأمير يقرأ عليكم السلام ويقول لكم: "لا تفضحوا المسلمين اليوم" فتماسَكُوا واعتَدَلُوا وضحك المثنى إعجابًا منه بصنيعهم، ثم بعث في الناس من يقول: "يا معشر المسلمين عاداتكم، انصروا الله ينصركم"، فجعلوا يدعون الله بـالنصر والظفر.

 

لحظات حسم النصر للمسلمين 

وجمع المثنى نفرًا من أصحابه الشجعان لما طال القتال لحماية ظهره، وحمل هو على مهران فأزاله عن موضعه حتى أدخله في الميمنة، وزاد المثنّى من ضغطه على العدوّ حتى اختلطت الصفوف، واشتدّ القتال. وفي أثناء ذلك أصيب مسعود بن حارثة قائد مشاة المسلمين وأخو المثنى، ولم تزل جراحه تنزف حتى فارق الحياة، ورأى المثنى ما أصاب أخاه فقال للناس: "يا معشر المسلمين! لا يرعكم مصرع أخي؛ فإن مصارع خياركم هكذا".

البداية والنهاية - معركة البويب 634م تناهت إلى أسماع الفرس أنباء الإمدادات الإسلامية التي كانت ترسل تباعًا إلى العراق، فهالهم أمرها، وأدركوا أن انتصارهم في معركة الجسر لم يكن حاسمًا، وأن الأمور
فتوحات ومعارك إسلامية

يوم الأعشار

بعدها تقدّم المسلمون نحو قلب الجيش بما فيهم المثنى وكوكبة من فرسان الجيش، وحمل المنذر بن حسان بن ضرار الضبي على مهران فطعنه، واجتز رأسه جرير بن عبد الله البجلي، فتضعضع جيش الفرس، وحاولوا الفرار ولحق المسلمون في إثره، وكان المثنى قد سبق إلى الجسر فوقف عليه ليمنع الفرس من العبور عليه، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة حتى قيل: إنه قتل منهم يومئذ وغرق قريبٌ من مائة ألف، وبقيت جثث القتلى وعظامهم دهرًا طويلًا، وسمي هذا اليوم بيوم الأعشار، فقد وجد من المسلمين مائة رجل، كلُّ رجل منهم قَتَل عشرة من الفرس.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية