رئيس التحرير
عصام كامل

شباب حول الرسول، البراء بن معرور "أول من بايع وأول من صلى نحو الكعبة"

البراء بن معرور رضي
البراء بن معرور رضي الله عنه، فيتو

منذ فجر الإسلام، أحاط بـرسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، نخبة من المسلمين الأوائل، في الوقت الذي آمن فيه فتية صغار السن بالله حبًّا في النبي، وجهروا بالإسلام في شجاعة نادرة، رغم ما كان يكتنف البيئة المحيطة من تقديس للأصنام، والأوثان، وإدمان للأدران، وصمدوا بقوة أمام ضغوط الآباء والأمهات وعتاة المشركين.


تربوا في مدرسة الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، وحرصوا على مراقبة تصرفاته، وأنصتوا لنصائحه، وحفظوا أقواله، وفقهوا أحاديثه.
كانوا أصحاب فكر سديد، فأعلنوا اتباعهم للنبي، وتمسكوا بدينهم، وبذل بعضهم روحه من أجل العقيدة، وبعضهم فاق الكبار علما وفقها وشجاعة، فاستحقوا أن يكونوا قدوة للأجيال الشابة التالية.
إنهم "شباب حول الرسول".

حديثنا اليوم حول صحابي، من ألأنصار، أسلم شابا، وكان سيدا في قومه، سليم الفطرة، سديد الراي، شجاعا، فكان أول من بايع رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وأول من صلى باتجاه الكعبة المشرفة، وأوصى بأن يوجهوا قبره نحوها.

 البراء بن معرور.. سيد الأنصار

هو البراء بن معرور الخزرجي الأنصاري، رضي الله عنه، أمه الرباب بنت النعمان، وكنيته أبو بشر، أسلم وهو في المدينة قبل أن يهاجر إليها الرسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.
وكان سيد الأنصار وكبيرهم، على صغر سنه، وأحد الذين بايعوا النبي، صلى الله عليه وسلم، في بيعة العقبة الأولى، وكان نقيبا لبني سلمة، وأول من أوصى بثلث ماله.. وهو خال جابر بن عبد الله الأنصاري.
كان نقيب قومه بني سلمة، وكان أول من بايع ليلة العقبة الثانية. 

أول من بايع وأول من صلى نحو الكعبة، فيتو


وكان للبراء ابن اسمه "بِشْر"، شهِدَ بيعة العقبة وبدرًا، وبناته هند وسلافة والرباب وكن ضمن من بايعوا الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم. 
وزوجته حميمة بِنْت عم البراء.

قال فيه كعب بن مالك الأنصاري: الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ كَبِيرُنَا وَسَيِّدُنَا.

إسلام البراء

وفي تفاصيل قصة إسلام البراء، وتصديقه للنبي، صلى الله عليه وسلم؛ أنه انطلق النبي بالعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِب، وكان الْعَبَّاس ذا رأيٍ، إلَى السَّبْعينَ مِنَ الأَنْصَار عند العقَبة تَحْت الشَّجَرَةِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا مَعْشَر الْخَزْرَجِ إِنَّكُمْ قَدْ دَعَوْتُمْ مُحَمَّدًا إِلَى مَا دَعَوْتُمُوهُ إِلَيْهِ. وَمُحَمَّدٌ مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ فِي عَشِيرَتِهِ. يَمْنَعُهُ وَاللَّهِ مِنَّا مَنْ كَانَ عَلَى قَوْلِهِ. وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَّا عَلَى قَوْلِهِ يَمْنَعُهُ لِلْحَسَبِ وَالشَّرَفِ. وَقَدْ أَبَى مُحَمَّدٌ النَّاسَ كُلَّهُمْ غَيْرَكُمْ. فَإِنْ كُنْتُمْ أَهْلَ قُوَّةٍ وَجَلَدٍ وَبَصَرٍ بِالْحَرْبِ وَاسْتِقْلالٍ بِعَدَاوَةِ الْعَرَبِ قَاطِبَةً تَرْمِيكُمْ عَنْ قَوْسٍ واحدة. فارتأوا رأيكم وأتمروا بَيْنَكُمْ وَلا تَفْتَرِقُوا إِلا عَنْ مَلإٍ مِنْكُمْ وَاجْتِمَاعٍ. فَإِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ أَصْدَقُهُ.

لِيَتَكَلَّمْ مُتَكَلِّمُكُمْ وَلا يُطِلِ الْخُطْبَةَ فَإِنَّ عَلَيْكُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَيْنًا وَإِنْ يَعْلَمُوا بِكُمْ يَفْضَحُوكُمْ. 
فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُور: قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْت، وَإِنَّا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ فِي أَنْفُسِنَا غَيْرُ مَا تَنْطِقُ بِهِ لَقُلْنَاه، وَلَكِنَّا نُرِيدُ الْوَفَاءَ وَالصِّدْقَ وَبَذْلَ مُهَجِ أَنْفُسِنَا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وتلا رسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ ثُمَّ دَعَاهُمْ إلَى اللَّهِ وَرَغَّبَهُمْ فِي الإِسْلامِ وَذَكَرَ الَّذِي اجْتَمَعُوا لَهُ.

اقرأ للمزيد: شباب حول الرسول، عبد القدوس الإسرائيلي "خادم سيدنا محمد"

فأجابه الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بالإيمان والتَّصديق، ثمَّ قَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْنَا فَنَحْنُ أَهْلُ الْحَلْقَةِ وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ. 
وَلَغَطُوا. فقال العباس: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَخْفُوا جَرْسَكُمْ فَإِنَّ عَلَيْنَا عُيُونًا. وَقَدِّمُوا ذَوِي أَسْنَانِكُمْ فَيَكُونُونَ الذي يَلُونَ كَلامَنَا مِنْكُمْ فَإِنَّا نَخَافُ قَوْمَكُمْ عَلَيْكُمْ. ثُمَّ إِذَا بَايَعْتُمْ فَتَفَرَّقُوا إِلَى مَجَالِسِكُمْ وَاكْتُمُوا أَمْرَكُمْ فَإِنْ طَوَيْتُمْ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَنْصَدِعَ هَذَا الْمَوْسِمُ فَأَنْتُمُ الرِّجَالُ وَأَنْتُمْ لِمَا بَعْدَ الْيَوْمِ. 
فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ: يَا أَبَا الْفَضْلِ اسْمَعْ مِنَّا.
فَسَكَتَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ الْبَرَاءُ: لك والله عِنْدَنَا كِتْمَانُ مَا تُحِبُّ أَنْ نَكْتُمَ وَإِظْهَارُ مَا تُحِبَّ أَنْ نُظْهِرَ وَبَذْلُ مُهَجِ أَنْفُسِنَا ورضا ربنا عندنا. إِنَّا أَهْلُ حَلْقَةٍ وَافِرَةٍ وَأَهْلُ مَنَعَةٍ وَعِزٍّ. وَقَدْ كُنَّا عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ وَنَحْنُ كَذَا فَكَيْفَ بِنَا الْيَوْمَ حِينَ بَصَّرَنَا اللَّهُ مَا أَعْمَى عَلَى غَيْرِنَا وأيدنا بمحمد، صلى الله عليه وسلم؟ ابْسُطْ يَدَكَ. 
فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَ (بايع) عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثلاثة: الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ وأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ، وَأَسْعَدُ بْنُ زرارة.

نقباء الأنصار

فَلَما كَان الْعام المقبل من حَيْثُ وَاعد الْأَنْصَار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أِنَّ يلقوه من الْعَام الْمقبل بِمَكَّة خرج سَبْعُونَ رجلا من الْأَنْصَار فِيمَن خرج من أهل الشّرك من قَومهمْ من أهل الْمَدِينَة فَلَمَّا كَانُوا بِذِي الحليفة، قَالَ الْبَراء بْن معْرور بْن صَخْر بْن خنساء، وَكَانَ كَبِير الْأَنْصَار: إِنِّي قد رَأَيت رَأيا مَا أدرى أتوافقوني عَلَيْهِ أم لَا.. قد رَأَيْت أَلا أجعَل هَذِه البنية مني بِظهْر (خلف ظهري)، وَأَن أصلى إِلَيْهَا يعنى الْكَعْبَة فَقَالُوا لَهُ وَالله مَا هَذَا بِرَأْي وَمَا كُنَّا لنصلي إِلَى غير قبْلَة.
فَأَبَوا ذَلِك عَلَيْهِ وأبى أَن يُصَلِّي إِلَّا إِلَيْهَا فَلَمَّا غَابَتْ الشَّمْس صلى إِلَى الْكَعْبَة وَصلى أَصْحَابه إِلَى الشَّام (إلى بيت المقدس) حَتَّى قدمُوا مَكَّة قَالَ الْبَراء بْن معْرور لكعب بْن مَالك: وَالله يَا ابن أخي قد وَقع فِي نَفسِي مِمَّا صنعت فِي سفرى هَذَا فَانْطَلق بِنَا إِلَى رَسُول اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أسأله عَمَّا صنعت.

الصلاة نحو الكعبة

 فَخَرجُوا حَتَّى جاؤوا فَسَلمُوا، ثمَّ جَلَسُوا، فَقَالَ الْبَراء: يَا رَسُول اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنِّي صنعت في سفرى هَذَا شَيْئا قد وَقع فِي نَفسِي مِنْهُ شَيْء فاخبرني عَنهُ.. رَأَيْت أَن لَا أجعَل هَذِه البنية (الكعبة) مني بِظهْر وَأصلي إِلَيْهَا فعنفني أَصْحَابِي وخالفوني فَقَالَ رَسُول اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لقد كنت على قبْلَة لَو صبرت عَلَيْهَا، وَلم يزدْ على ذَلِك.

ويمضي ستة عشر شهرًا والنبي يصلي إلى بيت المقدس وكذلك المسلمون، ثم زَارَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُمَّ بِشْرِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ فِي بَنِي سَلِمَةَ فَصَنَعَتْ لَهُ طَعَامًا. وَحَانَتِ الظُّهْرُ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِأَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ أُمِرَ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ فَاسْتَدَارَ إِلَى الْكَعْبَةِ وَاسْتَقْبَل الْمِيزَاب. فَسُمِّيَ الْمَسْجِدُ مَسْجِدُ الْقِبْلَتَيْنِ. وَذَلِكَ يَوْمَ الاثْنَيْن لِلنِّصْف من رَجَبٍ على رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا.

وفاته

ومات البراء بن معرور، رضي الله عنه، في شهر صفر قبل قدوم النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، بشهر.
وكان بذلك أول من استقبل الكعبة بوجهه حيا وميتا.


وكان قد أوصى عليه يعني على قبره وكبر أربعًا، وعن أبي قتادة قال: "أن البراء بن معرور أوصى إلى النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، بثلث ماله يصرفه حيث شاء فرده رسول الله، صلى الله عليه وسلم".
وَكَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ أَوَّلَ مَنْ مَاتَ مِنَ النُّقَبَاءِ. وكان أَوَّلُ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ. انْطَلَقَ بِأصحابه فَصفَّ عَلَيْهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَارْضَ عَنْهُ وَقَدْ فَعَلْتَ.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية