لا ظلم في الإسلام
لعل للمسلمين في العالم كل الحق في الفخر بقيمة عظيمة بنى عليها الإسلام وهي العدل الصريح بين كل البشر، بين من يؤمن به كدين ومن يكفر به ويعيش في ظل دولته، أو تحت شريعته وقانونه، وبينما يعج العالم منذ قديم الأزل بالتمييز المقيت بين البشر على أساس الجنس أو اللون أو الدين..
تأتى الرسالة المحمدية لتقر وتؤكد أننا جميعًا من آدم وآدم من تراب، ثم يعمق الرسول الكريم تلك التقدمية الثورية في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان فيؤكد في حديثه الشريف أن الناس سواسية كأسنان المشط.
قتل وتاب ولن يظلم
يحب الفاروق عمر أخيه من أبيه زيد بن الخطاب حبًّا جمًّا، والذى سبق عمر للإسلام وشهد بدرًا وجاهد حتى استشهد في معركة اليمامة، فحزن عمر حزنًا شديدًا عليه وعلى من كان معه من حفاظ كتاب الله في تلك المعركة، ثم يتوب قاتله ويرجع للإسلام..
وهو أبو مريم الحنفي من بنى حنيفة أتباع مسيلمة الكذاب، فيراه عمر في المدينة، فيشيح بوجهه عنه ويقول له، أنت قاتل زيد والله لا أحبك حتى تحب الأرض الدماء، فيسارع القاتل التائب قائلا أو تظلمني يا عمر أو ينقص ذلك من حقوقى!
يرد عمر العادل نافيًا خاطرة الظلم عنه لكراهيته، فيضحك أبو مريم ويقول،: اكره كما تشاء فإنما يبكي على الحب النساء! أي عدل هذا وأي مساواة تلك بين الحاكم والمحكوم وأي ترفع هذا عن أحقاد البشر وانفعالتهم الطبيعية!
إنها تربية الإسلام.. لما لا وقد حفظ عمر وقبله أخيه الشهيد زيد أعظم قوانين الدنيا عن العدل، وهى ما تلاه الحبيب محمد قرأنا عجبا محكما في سورة المائدة قائلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا).
أي لا تحملنكم الكراهية الشديدة لأحد على أن تظلموه وتنتقصوا من حقوقه، فقط اعدلوا حتى تقترب من تقوى الله، فدومًا هناك إله خبير يراقب كل أفعالك وحقوق العباد لا تسقط بالتقادم أو بالنفود أو بأى وسيلة فأنت محاسب عليها، هذا هو الإيمان الذى يجعل الغيب واقعا ملموسا ويجعل من الحياة آمنا وأملا وقيمة في ذاتها.
علي واليهودى
ولكن العدل لا ينتهى بموت عمر فالإسلام باق في نفوس الأتقياء ينيرون به دروب العالم المظلم، يموت عمر ثم في خلافة علي رضي الله عنه، يمر على في إحدى الطرقات فيجد درعه المفقود في يد أحد اليهود، ويتمسك الرجل بحيازته للدرع.
يتحدى رئيسه بلغة العصر، ولا يخشى شيئًا لأنه يدرك أنه يحيا في ظل نظام عادل يعطيه حقوقه كمواطن تمامًا كحقوق حاكمه رغم اختلاف الدين والنفوذ والسلطة، يختصم أمير المؤمنين الرجل ويذهبا للقاضي شريح الذى يرفض شهادة الحسن سبط رسول الله، لأن العدل لا يعرف نسبًا.
شهد لعلي خادمه ولكن لا يكفي شاهد واحد وتجرح شهادة سيد شباب أهل الجنة لأن الإسلام لا يعرف ظلمًا ولا محاباة حتى لأمير المؤمنين وولده، ينبهر اليهودي بتلك العظمة التي لا يتخيلها عقل فيقر بأن الدرع حقًّا لعلي ويشهد بالله ولله ولرسوله ويدخله عدل الإسلام في دين الله.
Fotuheng@gmail.com
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا