رئيس التحرير
عصام كامل

النداهة في أذني

نظرت إليها وهي تحكي والدموع تنهمر من عينيها، ولا أعلم ماذا أفعل، ولكن تركتها  تتكلم وتخرج كل ما بداخلها، فقالت لي: ماذا أفعل؟ هل أترك أسرتي وأذهب وراء طموحي؟ فأنا لا أتحلى بما يدعونه العقل؟! إننى أملك الجمال والجاذبية وهناك كثير من الإغراءات حولي، وفي كل ثانية تزداد هذه الإغراءات.. 

 

وفي نفس الوقت أنا سعيدة مع أسرتي الصغيرة، زوجي وأولادي، ولكنني أشعر أن العمر يمر ركضا ومالي أنا بهذه المسئولية المهلكة؟ إنك تعلمين كم أنا مدللة منذ صغري، إنني أنظر لنفسي كل يوم وأنا في هذه الدائرة اليومية، بينما في وسعي إذا أردت أن أكون وسط حلمي وطموحي الذي لا حدود له.. 

 

ولكن هذا يكلفني ثمنا لا أستطيع تخيله، وهو التنازل عن الكثير من المبادئ، والتنازل عن أسرتي، ولا أعلم ماذا أفعل؟ ومقابل هذا أن الطامعين لا يكفون عن تقديم العروض والإغراءات، وأنا منذ صغري أحلم بالفرصة التي أحقق فيها أحلامي وطموحي، أنا أملك أيضا المال الذي سيساعدنى..

 

ولكن طموحي شرس ويجعلني كالمجنونة فماذا أفعل هل أسير وارء النداهة، ولا أبالي أم أنتظر الفرصة تأتي بشكل آخر، دون التنازل عن منزلي وعائلتي؟ لأنى لو وافقت في لحظة ضعف وتخيلت ولو للحظة أن طموحي تحقق فهذا يعني التنازل عن حياتي الحالية؟ لذا أنا في حيرة من أمري ماذا أفعل؟


أنام كل يوم ودموعى تغلبنى، إنهما طريقان ليس لهما ثالث، طريقي الحالي الذي أعيشه منذ سنوات والطريق السريع الذي يجعلني وسط طموحي في أقل من الثانية.. فماذا أفعل؟ ولماذا الاختيار صعب؟
كنت أتمنى أن أكون بلا ضمير حتى يكون سهلا عليَّ أن أتخذ القرار.. هل الحياة صعبة إلى هذه الدرجة؟ هل أخوض التجربة وأمشي وراء النداهة؟ هل يستحق الأمر؟ أم سأندم؟

 


وإن ظللت محتفظة ببيتي وحياتي وأغلقت باب المغريات وحتى التفكير به هل سأندم؟ ويكون عليَّ الانتظار سنوات وسنوات حتى أحقق ما أريد؟
ثم سكتُّ طويلا كما التزامت أنا الصمت طويلا.. ثم قلت لها بهدوء اختاري ولكن إذا اخترتي الطريق السريع فاعلمي أنه الجحيم حيث لا سبيل للنجاة.

الجريدة الرسمية