رئيس التحرير
عصام كامل

عكس عكاس (19)

* الحكومة

يبدو أنكم لا تعون فعليًا التبعات الكارثية للزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات على الفقراء في مصر، التي رفعتم بموجبها معدلات التضخم وأسعار كل السلع في الأسواق، وتركتم الغلابة غنيمة لابتزاز سائقي النقل الجماعي، بل وخروج رئيس الوزراء للإعلان عن مواصلة الحكومة رفع أسعار البنزين والسولار حتى نهاية عام 2025.

 

قرار الزيادة الأخيرة معالي الوزراء، طغى على محتواه انفصال كامل عن معاناة المصريين، ورغبة في التمادي بتنفيذ رغبات صندوق النقد، دون النظر إلى التبعات الاقتصادية الاجتماعية الكارثية التي بدأت تنعكس على الفقراء.. 

كما أن قرار رئيس الوزراء بتأجيل الزيادة الجديدة لمدة 6 أشهر ليس هِبةً أو مِنّة من الحكومة للمصريين، لأن دعم السلع والمحروقات فرض يجب أن تبقون عليه حماية للسلام الاجتماعي في دولة أغلب مواطنيها من الفقراء.

 

معالي الوزراء.. الأمر لا يحتم عليكم التأجيل، بل ضرورة التوقف فعليًا عن الرضوخ لمتطلبات صندوق النقد بتقليص الدعم، الذي بدأ رفعة التدريجي ينعكس بكوارث اقتصادية واجتماعية، قد لا نستطيع تداركها في المستقبل.. "كفاكم أنكم وصلتم بأقصى طموح المصري أنه ياكل ويشرب".

 

* وزير الصحة

الإسعاف الحكومي يعد الوسيلة الأولى والأقرب لإغاثة الحالات المرضية الطارئة، وغالبًا لا يلجأ إليه سوى الفقراء ومحدودي الدخل، على عكس الأغنياء الذين باتوا منذ عقود لا علاقة لهم بالمنظومة الصحية الحكومية، ويعتبرون اللجوء إليها بمثابة عار يمس كبرياءهم الاجتماعي، غير أنه يبدو أنكم وكامل حكومة الدكتور مدبولي لا تدركون تلك الحقيقة، أو تدركون وتدعون أنكم لا تدركون.

 

بعد إقدامكم على رفع أسعار كل منظومة العلاج بالمستشفيات الحكومية معالي الوزير، وآخرها أسعار سيارات الإسعاف، فقد أغلقتم كل الطرق أمام إغاثة الحالات الطارئة وعلاج الفقراء، وكأن لسان حال الحكومة يقول دون أن ينطق: "اللى ممعهوش يتعالج يموت".

 

معالي الوزير.. التزام الدولة بعلاج الفقراء مبدأ إنساني قبل أن يكفله الدستور في مادته 18، التي ألزمتكم بعلاج المواطنين وفقًا لأرقى معايير الجودة، وليس عقابهم على الفقر وتركهم يموتون ألمًا.. "أقسم إن لم يحاسبكم رُعاة الدستور على مخالفتكم لنصوصه، فسيحاججكم الغلابة أمام الله على انتهاككم لإنسانيتهم".

 

 * وزير الزراعة

الأيام تتوالى وأسعار الدواجن تواصل الارتفاع نظرًا لصعود سعر الكتكوت لنحو 60 جنيهًا، وسط صمت وإحجام منكم منذ أشهر، على عدم الاستجابة لمطالب نقابة البيطريين واتحاد المنتجين، بضرورة التدخل واستيراد الكتاكيت من الخارج تفاديًا للأزمة الحالية.

 

معالي الوزير.. درجات الحرارة بدأت في الانخفاض، وهو ما يعني زيادة التكلفة على المربين نظرًا لارتفاع تكلفة تدفئة المزارع حتى نهاية فصل الشتاء، أي أنه في حالة عدم تحرككم لكفاية السوق من الكتاكيت، فسوف تشهد أسواق الدواجن ارتفاعات غير مسبوقة قد تمتد لما بعد شهر رمضان المعظم.. "ولا عاوزين الغلابة يبطلوا اكل فراخ كمان".

 

* وزيرة التضامن الاجتماعي

في مبادرة تستحق الإشادة، قرر وزير الإسكان منذ أيام، تخصيص 5% من إجمالي الوحدات المطروحة ضمن الإعلان الجديد بالمبادرة الرئاسية سكن لكل المصريين، لذوي الهمم، كما قرر صندوق الإسكان ودعم التمويل العقاري، تخصيص أسبوع لذوي الإعاقة، للتقديم على الوحدات السكنية المطروحة، قبل طرح الإعلان للمواطنين.

 

 

معالي الوزيرة.. أتمنى أن ترتقي وزارتكم المعنية بالاهتمام بذوي الإعاقة للمستوى اللائق والمطلوب للتعامل مع تلك الفئة مثلما فعلت وزارة الإسكان، ورفع العوائق التي وضعتها الوزارة في فترات سابقة أمام المعاقين، وأهمها عدم ربط كروت الخدمات المتكاملة والمعاشات لأصحاب الإعاقات غير القابلة للشفاء بمدة زمنية محددة.. "ولا مرمطة الغلابة بقت عندكم مزاج".

الجريدة الرسمية