شباب حول الرسول، عمير بن أبي وقاص "أصغر شهيد في الإسلام"
منذ فجر الإسلام، أحاط بـرسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، نخبةٌ من المسلمين الأوائل، في الوقت الذي آمن فيه فتيةٌ صغارُ السن بالله؛ حبًّا في النبي، وجهروا بالإسلام في شجاعة نادرة، رغم ما كان يكتنفُ البيئة المحيطة من تقديسٍ للأصنام، والأوثان، وإدمانٍ للأدران، وصمدوا بقوةٍ أمام ضغوطِ الآباءِ والأمهاتِ وعتاةِ المشركين.
تربَّوا في مدرسةِ الرسولِ، صلَّى الله عليه وآله وسلم، وحرصوا على مراقبة تصرفاته، وأنصتوا لنصائحه، وحفظوا أقواله، وفقهوا أحاديثه.
كانوا أصحابَ فكرٍ سديدٍ، فأعلنوا اتباعهم للنبي، وتمسكوا بدينهم، وبذل بعضهم روحه من أجل العقيدة، وبعضهم فاق الكبار علما وفقها وشجاعة.
إنهم "شبابٌ حولَ الرسول".
عمير شقيق سعد بن أبي وقاص
يقشعر جسم الإنسان عندما يطالع مشاهد حياة هؤلاء الصحابة، الذين جمعوا بين حداثة السن، وصدق الإيمان، والإخلاص في العقيدة، وشدة حب الله ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم، فها هو الشقيق الأصغر لسعد بن أبي وقاص، الذي يعد هو الآخر من شباب الصحابة، يفوق الكبار في الشجاعة والحماسة والفتوة، ليسجل اسمه في مقدمة شهداء الإسلام.
هو عمير بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي، شقيق الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه.
أمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وهو من قبيلة بني زهرة أخوال النبي صلى الله عليه وسلم.
أسلم عمير بن أبي وقاص، وهو في سن صغيرة على يد أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، بعد إسلام أخيه سعد بأيام قليلة، ومن ثمَّ كان من أوائل الناس استجابة لدعوة النبي، صلى الله عليه وسلم.
ورغم صغر سنه إلا أنه كان شديد الإيمان برسالة الإسلام وصدق النبوة، وظل متمسكًا بإيمانه طوال الفترة التي قضاها في مكة رغم كل الصعاب التي تعرض لها المسلمون.
من أوائل المهاجرين إلى المدينة المنورة
وكان عمير بن أبي وقاص من أوائل المهاجرين إلى المدينة المنورة، وعندما وصل إلى المدينة المنورة آخى الرسول بينه وبين عمرو بن معاذ، أخو الصحابي الجليل سعد بن معاذ، الذي كان قريبا منه في السن وصدق الإيمان.
وفي غزوة بدر لم يكن عمير يتجاوز السادسة عشرة من عمره، وحين تفقد رسول الله جنود المسلمين المشاركين في الغزوة، كان عمير يتوارى من رسول الله كي لا يرده لصغر سنه.
موقفه في غزوة بدر
يقول سعد بن أبي وقاص: لما كان يوم بدر وقف عمير أخي في صفوف المجاهدين، وهو بعد ابن ستة عشر عامًا أو أقل، يتخفى من رسول الله، قلت له: مالك؟، قال: أخاف أن يراني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيستصغرني فيردني، وأنا أحب الخروج للجهاد لعلَّ الله يرزقني الشهادة، وعندما رآه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، استصغره فرده، فبكى عمير بكاءً شديدًا.
فرق الرسول له، وأجازه مع المقاتلين، بعد أن لمس حماسته وغيرته الشديدتين، وكان مع عمير سيفٌ طويلٌ يكادُ يكونُ أطول منه، لا يستطيع إمساكه والضربَ به، فربط السيف له في يده، قال سعد: فكنت أعقد له حمائل سيفه من صغره، فقُتل في بدر وهو ابن ست عشرة سنة.
أجمعت الآراء على أن عمير كان أصغر شهيد في الإسلام، وقد قتله عمرو بن عبد ود العامري، من صناديد قريش، وكانت نساء قريش كانت تخوِّف أطفالها منه، حتى قيل: إن المرأة كانت تخيف ولدها الذي يأبى النوم، قائلة: نم وإلا أتيتك بعمرو بن ود!
بعدها بسنوات، وفي يوم غزوة الخندق، يثأر فارس الإسلام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، للشهيد عمير بن أبي وقاص ويقتل عمرو بن ود.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.