الفن وسنينه
فيلم ماي ديزاين.. فرح وإسراء تفرد الفكرة!
أن تصبح ناجحًا مثل آلاف بل وملايين الناجحين فلذلك شروط ومواصفات، مثل الإصرار والقدرة على التكيف مع الظروف المحيطة والتغلب على صعوباتها بالإضافة إلى سمات أخرى وهذا شيء جيد بالتأكيد وليس سهلًا أو مفروشًا بالورود.
ولكن أن تكون متميزًا ومختلفًا ومتفردًا في مجال ما فذلك هو الصعب جدًا بل والصعوبة بعينها.
والذي يحتاج إلى قدرات وسمات خاصة بل وجينات مختلفة عن الآخرين! أهمها الموهبة الملهمة ثم التفكير خارج الصندوق، وروح الابتكار والتحدي والصبر والمثابرة والإصرار على الوصول إلى هذا الصعب، وتحقيقه مهما كلف من جهد وعناء وتضحيات..
فما حققته البشرية من إنجازات تاريخية على مر العصور غيرت وجه الكون ليعود إلى هذه الفئة المحدودة جدًا، التي تنتمي لهذه النوعية من المبتكرين المختلفين.. وفي مجال الفن بصفة عامة والسينما بصفة خاصة كثير جدًا من الناجحين من كافة الأجيال ولكن المختلفين المتفردين الذين تركوا بصمات خالدة قليلون جدًا مقارنة بهؤلاء الناجحين.
بنتان من ذهب
تلقيت دعوة كريمة من الصديقتين العزيزتين السينمائيتين الواعدتين فرح الرافعي وإسراء محمود لحضور حفل افتتاح مهرجان Film My Design في دورته الثالثة، بقاعة إيوارت بمركز التحرير الثقافي التابع للجامعة الأمريكية بالقاهرة.
والذي كان مقرر له الخميس الماضي 3 أكتوبر، ولكم كانت سعادتي بهذه الدعوة، لإدراكي التام أننى والحضور سنكون على موعد مع وجبة سينمائية مختلفة سيقدمها المهرجان طوال أيام انعقاده بدءًا من هذا التاريخ، وعلى مدار 9 أيام مقبلة، حتى 12 أكتوبر..
سينما تمتع العين والأذن وتدفع العقل للعمل والتأمل والتفكير وفي رأيي هذا هو الدور الرئيس والأساسي لهذا الفن السابع، والذي توارى كثيرا منذ سنوات عديدة بفعل عوامل عديدة لطالما قتلناها شرحًا وتحليلًا!
ولأنني كنت شاهدًا على انطلاق النسخة الأولى من هذا المهرجان قبل 4 سنوات، فأدركت مدى إختلاف وتفرد الفكرة التي يقوم عليها ويطرحها المهرجان والتي تربط في سلاسة وإبداع السينما بالتصاميم والعمارة وحياتنا كلها، ويعرض قصص ملهمة عن التصميم والعمارة وحياة المدينة باستخدام وسيلة السينما، وأننا كيف بهذا الربط أن نغير حياتنا كلها إلى الأفضل..
وهي الفكرة التي تجعل من مهرجان فيلم ماي ديزاين الأول والوحيد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وبالفعل جاء حفل الافتتاح مبهرًا رغم بساطته رافعًا شعار: نصمم حياتنا لمستقبل أفضل.. بحضور كوكبة من السينمائيين من مصر وبعض الدول العربية والأجنبية..
مثل المغرب وإيطاليا والنمسا وفرنسا وهولندا وأسبانيا وبعض الفنانين ولفيف من الصحفيين ومراسلي المحطات الفضائية، حيث تم عرض بعض الأفلام التي تتعرض لأزمات فلسطين وسوريا والعراق والتي تنوعت بين الرسوم المتحركة والسينمائية القصيرة والوثائقية وأفلام التصميم..
والحقيقة أنني قد وجدت المهرجان خطى خطوات واسعة وقوية مقارنةً بدورته الأولى ويحسب للمهرجان ومؤسستيه المغامرتين فرح الرافعي وإسراء محمود تخصيص برنامج خاص من برامج المهرجان لدعم القضية الفلسطينية وشعبها البطل الذي يخوض حرب غير متكافئة مع الكيان الصهيونى المحتل منذ نحو العام..
وبدأت أمس فعاليات المهرجان بسينما زاوية بوسط القاهرة وتستمر حتى 12 أكتوبر الجاري والتي من المتوقع أن تشهد حضور ومشاركة عدد من الفنانين والسينمائيين وتتضمن العديد من عروض الأفلام البالغة 55 فيلمًا متنوعًا، إضافةً إلى العديد من النقاشات ولقاءات ماستر كلاس ومعرضًا للتصميم الحركي وتجارب في الواقع الافتراضي وأنشطة وجولات حرة في مدينة القاهرة.
دعم وتشجيع
والحقيقة أنني كما حذرت قبل ذلك من كثرة المهرجانات التي أطلت فجأة على الساحة الفنية عمومًا والسينمائية خاصةً في السنوات الأخيرة بمصر، وقلت أن أغلبها للأسف غير ذات جدوى للسينما والسينمائيين أو فكر! هدف صناعها الأول والأخير البحث عن الشهرة والمكسب المادي قبل أي شيء وأطلقت عليها مهرجانات السبوية!
وطالبت وزارة الثقافة ممثلة في اللجنة العليا للمهرجانات بضرورة التصدي لها وغربلتها وعدم دعمها وعدم التصريح لأمثالها، فأنني على النقيض تمامًا هنا أهيب بكل الجهات المسؤولة عن الثقافة والسينما والرعاة المحترمين والصحفيين والإعلاميين الذين يقدرون قيمة السينما ودورها في حياتنا، أن تدعم ماديًا ولوجستيًا ومعنويًا وإعلاميًا وتشجع مثل هذه الأفكار المختلفة والمحترمة التي يتبناها مهرجان فيلم ماي ديزاين وكل مهرجان يسير في هذا الطريق الصحيح بلا ضجيج أو شو إعلامي!