بعد اغتيال نصرالله
بعد اغتيال حسن نصرالله أمين عام حزب الله فى لبنان على مدى أكثر من ثلاثة عقود، سارعت إيران إلى نقل المرشد خامئنى إلى مكان آمن لضمان سلامته، وأيدت المعارضة في إسرائيل الإغتيال وطالبت بالاستمرار في حرب لبنان، وإهتم بعض الاعلاميين والصحفيين ببحث من يخلف نصرالله فى قيادة الحزب، ورشح بعضهم إبن خالته وصهر قاسم سليماني، هاشم صفى الدين، مؤكدين أن ذلك أمر متفق عليه منذ عودته من قم إلى بيروت عام 1994..
أما حزب الله فقد وجه عدة رشقات صاروخية على مواقع إسرائيلية بعد الغارة الاسرائيلية التى استهدفت مقر حزب الله المركزى بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بنحو 84 قنبلة.. كل منها تزن طنا من المتفجرات.
ولعل ذلك كله يشى بما ينتظر منطقتنا في المستقبل القريب، وأهمها أن العدوان العسكرى الاسرائيلى على لبنان مستمر وحتى إشعار آخر، وأن الحديث عن حل دبلوماسى لوقف هذا العدوان سوف يخفت، وأنه لا هدنة قريبة على الجبهة اللبنانية.. وفى ذات الوقت لن يتوقف النشاط العسكرى لحزب الله حتى ولو بدا غير متناسب مع الهجمات الاسرائيلية التى طالته منذ تفجير جهاز الاتصالات لديه وما تلاها من إغتيال عدد من قياداته.
وأيضًا سوف تستمر حكومة نتنياهو في تنفيذ خطتها الرامية لسلخ شمال قطاع غزة عن بقية القطاع.. أما إيران فهى سوف تهتم بترميم الاختراقات الأمنية التى أظهرتها عملية إغتيال هنية في قلب طهران وسوف تتجنب الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، بينما سوف تستمر بطرق جديدة في دعم حزب الله عسكريا إلاإذا قررت التضحية به في إطار صفقة سياسية مع أمريكا حول مشروعها النووى.
هذا عن المستقبل القريب المرئى وهو ما ترغب فيه إسرائيل.. أما المستقبل البعيد غير المنظور فإنه يحمل ما لا ترغب فيه إسرائيل بالقطع.. فلن ينسى أحد في فلسطين ولبنان بل وكل منطقتنا ما ترتكبه من جرائم بشعة، لتفرض احتلالها على فلسطين وتوسع نطاق هذا الإحتلال، وتفرض نفوذها على كل المنطقة..
لذلك سوف تستمر المقاومة المسلحة للإحتلال الاسرائيلى حتى إنتهاء هذا الإحتلال مهما طال الزمن ومرت السنوات، خاصة سنوات الضعف والمهانة التى تعيشها الأجيال الحالية.