قبل أن يرد حزب الله!
إهتم حزب الله أن يؤكد أنه سيرد بشكل خاص على ضربة أجهزة الاتصال لديه التى أصابته أمس وأودت بحياة إثنى عشر شخصا وإصابة قرابة الثلاثة الآف شخص.. وبدأ الحديث يتوارد حول توقيت الرد وطبيعته ونطاقه.. ولكن ربما كان الأهم من رد حزب الله على هذه الضربة المؤلمة أن يبحث أولا عن الأخطاء التى مكنت الاسرائيليون من القيام بها على هذا النحو الذى تابعناه منذ الأمس.
فهناك أخطاء تبدو فجة وقع فيها الحزب أتاحت الفرصة للاسرائيليين للقيام بهذه الضربة.. فهو أولا عندما أراد أن يشترى شحنة من أجهزة البيجر التى يستخدمها بديلا لأجهزة المحمول لجأ إلى شركة أوروبية موجودة في بلد أوروبى يمكن لجهاز الموساد الاسرائيلى زرع متفجرات فيها، يمكنه أن يفجرها كلها عن بعد في وقت واحد.. وحتى لو كان استورد الشحنة من الشركة الأم في تايوان لكان عليه أن يتخذ حذره بالطبع!
وثانيا إن الحزب لم يخضع الأجهزة للإختبار والفحص الدقيق قبل توزيعها على عناصره بل وقادته لكى يستخدموها.. فهو لو كان قد إحتاط وفعل ذلك لحمى نفسه ووقاها من هذه الضربة المؤلمة التى سوف يعانى من أثرها لوقت غير قصير.
ثالثا إن الحزب لم يثر شكوكه في وجود إختراق أمنى بعد تعرض عدد من قياداته وكوادره للإغتيال، ووجود هذا الإختراق الأمنى أساسا في نظام الاتصالات الذى يستخدمه.. وإذا كان قد حدث وثارت شكوكه، كما أشارت جهات اسرائيلية ولذلك عجلت بعملية التفجير أمس، فهو لم يتحرك سريعا لوقف التعامل بهذه الأجهزة فورا.
رابعا لقد أعلنت الشركة المجرية التى لها حق إستخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية التى إستورد من حزب الله هذه الأجهزة أن هناك طرف ثالث في الصفقة، وهذا معناه أن ذلك منح الاسرائيليون فرصة أكبر للتدخل مخابراتيا والتمكن من تجهزيزها للتفجير حينما تريد.. وذلك يحتاج من الحزب وقفة لمراجعة نظام تأمين احتياجاته.
خامسا إن الضربة لم تقتصر على تفجير جهاز اتصالات من نوع واحد فقط، بل إن عصر اليوم تم تفجير أجهزة اتصالات أخري، وهو ما يعنى أن الإختراق الأمنى لحزب الله إسرائيليا واسع وكبير، وأن المشكلة أكثر تعقيدا وأن الأزمة أكثر عمقا.
كل ذلك وغيره يحتاج من حزب الله أن يهتم به في التحقيق الأمنى والعلمى الذى قال أنه سيقوم به قبل أن يقوم بالرد على إسرائيل على هذه الضربة المؤلمة التى يتعرض لها منذ الأمس.