رئيس التحرير
عصام كامل

حاجة البطون والتقدم الاقتصادى!

لا أعرف لماذا يرى البعض أن هناك تعارضا بين تلبية احتياجات البطون وتحقيق التقدم الاقتصادى.. ولا أفهم دعوة البعض لضرورة الاستغناء عن احتياجات البطون أو البعض منها من أجل تحقيق التقدم الاقتصادى في البلاد! ولا أستوعب استنكارهم لطلب الكثير من الناس بأن تكون تلك احتياجاتهم الغذائية لها أولوية لدى من يديرون الاقتصاد!

 
إن التقدم الاقتصادى غايته الاساسية هو الإرتقاء بمستوى معيشة الناس.. وهذا هو المقياس الذى يستخدم عالميا للتقدم الذى يتحقق اقتصاديا.. وإرتقاء مستوى معيشة الناس يترجم في توفير لهم احتياجاتهم من الغذاء بأسعار تقدر وتقوى عليها دخولهم، وبالطبع بقية احتياجاتهم الاخرى من خدمات التعليم والصحة والنقل، بل والترفيه.. 

أى أن هناك إرتباط وليس تعارضا بين تحقيق التقدم الاقتصادى وبين توفير احتياجات البطون من الغذاء، بل العكس تماما هناك ترابطا بينهما.

 
لذلك ليس مستساغا ولا مقبولا أن يطالب البعض الناس بنسيان احتياجاتهم من الغذاء لإننا مشغولون بإنجاز التقدم الاقتصادى.. نعم بناء إقتصاد قوى يحتاج بعض التضحيات المتمثلة بترشيد الاستهلاك والاستغناء عن بعض السلع.. 

 


ولكن الترشيد والاستغناء يتعين أن يسرى على السلع غير الضرورية أو ما تسمى ترفيهية، مثل الفاكهة المستوردة من الخارج، والملابس الأسماك المستوردة من الخارج، وأيضًا أنواع الجبن المستوردة من الخارج التى يستهلكها القادرون فقط.. 

أما الطماطم والبطاطس والباذنجان والخيار وبقية أنواع الخضار فإنها من الضروريات التى يتضرر معظم الناس إذا إرتفعت أسعارها.

الجريدة الرسمية