ضرب العمق الروسي باب إلى جهنم!
يمكن القول إن الحرب الروسية مع الغرب باستخدام أوكرانيا، دخلت مرحلة تالية أشد خطورة، تنذر باندلاع المواجهة الشاملة التى بات العالم كله يخشى حدوثها منذ بدأت العملية العسكرية الخاصة التى قامت بها روسيا لمنع التمدد الأمريكي على حدودها، بتسليح أوكرانيا وضمها للاتحاد الأوربي ثم حلف الناتو..
ومن المؤكد أن الانتصار التكتيكي السريع الذي حققته القوات الأوكرانية بالأسلحة الغربية الحديثة، في احتلال كورسك الروسية ترتب عليه أمران خطيران، الأول أنه فتح شهية زيلنسكي للمطالبة بمزيد من الأسلحة والهجومية منها بشكل خاص، والثاني أن الرئيس الروسي بادر منذ أول أمس بشن هجوم مضاد ضخم، فضلا عن مهاجمة العاصمة كييف عدة مرات..
ونقول إن المرحلة الثانية المنذرة بالتهديد النووى بدأت بعد موافقة فرنسا علي استخدام أوكرانيا لصواريخ سكالب لضرب العمق الروسي، فضلا عن موافقة بريطانيا علي استخدامها صواريخ Storm Shadow، لنفس الغرض..
وتتبقي موافقة الولايات المتحدة علي استخدام صواريخ ATACMS وهي للحق مترددة كثيرا، ولايزال اللون البرتقالي يعكس موقفها المعلق من منح أوكرانيا رخصة ضرب العمق الروسي.. واذا وقع ذلك فإن روسيا ستعتبر أنها حرب مع الناتو، وبعبارة أوضح فإنها الحرب العالمية الثالثة.
إذا ضربت صواريخ الناتو قلب روسيا، فستكون عواصم الغرب هدفا للصواريخ الروسية، وفي تصريح تحذيري أخير لديميترى ميدفيديف الرئيس الاسبق لروسيا، والمسئول الأمنى الكبير حاليا، فإن ضرب العمق الروسي بالصواريخ الغربية بعيد المدي سيعطى روسيا الأساس الرسمى لتحويل كييف إلى كتلة منصهرة ضخمة بأسلحة غير نووية، أسلحة متطورة بتكنولوجيا فائقة التعقيد!
لن تغامر روسيا في الرد الذي وعدت بأن يكون فوريا ومناسبا باستخدام السلاح النووى التكتيكي حتى، لكن مراقبين يرون أن روسيا قد تجري علنا تدريبات على استخدام السلاح النووى لاظهار الردع وإجبار الغرب علي إعادة النظر في حساباته.
من بين الردود غير المتوقعة أيضا وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال الامريكية فإن بوتين قد يقدم الأسلحة المتطورة للحوثيين كيدا في الامريكيين، وتهديد الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والأبيض..
وبينما يتحرش الغرب بإيران عبر هجمة إعلامية واسعة تتهم طهران بتقديم صواريخ باليستية إلى موسكو، يمضي زعيم كوريا الشمالي كيم جونغ أون الجامح، في إمداد روسيا بشحنات هائلة من قذائف المدفعية، ناهيك عن القنابل الروسية الموجهة.
لن يقبل بوتين بهزيمة الغرب له، وليس من مصلحة الغرب سقوط روسيا، بل ليس من مصلحة العالم إنهيار الدولة الروسية وانتصار الغرب عليها، ومن أجل هذا فمن المنطقي أن تستخدم روسيا كل ما لديها من أسلحة الردع فالدمار الشامل إذا نفد صبرها.
في التحليل النهائي.. لم نر بعد هزيمة أي دولة نووية في حرب نووية.. لأنها لم تقع، ولأن النووى للردع والمنع، فإذا جاء مجنون وأشعلها نوويا فإن الأطراف كلها تكون دخلت يوم القيامة بلا هوادة.