نموذج العك السياسي الأمريكي!
لاتزال الإدارة الأمريكية تبيع الوهم للمنطقة ولشعبها حول قرب إتمام صفقة تبادل، وهى تفعل ذلك منذ آخر مقترح حمل اسم الرئيس بايدن في الثاني من يوليو الماضي، وقبلته حماس وأفشله نتنياهو عمدا مع سبق الإصرار والترصد لبايدن نفسه لحرمانه من تحقيق إنجاز سياسي يساعد على فوز كامالا هاريس، لأن نتنياهو يراهن بقوة علي كسب الوقت حتى الخامس من نوفمبر يوم الاقتراع لعل ترامب يعود للحكم!
من شهرين إذن والبيت الأبيض يعلن عن اتفاق وشيك، يعقبه إعلان عن تضاؤل فرص التوصل لاتفاق، وكنموذج آخذ في التبلور، ويتزامن عادة مع هذه الصدمات، تصريح من الخارجية أو المخابرات المركزية الامريكية بأن التفاعل لم ينقطع مع الأطراف والوسطاء بحثا عن حل!
ومع حلول اليوم التالي يجد متحدث البيت الأبيض، أو منسق الاتصالات الأمنية كيربي شجاعة لحد البجاحة ليعلن عن مقترح يفرضه بايدن علي الطرفين.. ولا تمر ساعات حتى يعود البيت الأبيض ليعلن وفاة المقترح لأن نتنياهو فرض شروطا جديدة، وحماس فعلت مثله!
وإزاء عجز بايدن عن فرض شروطه علي نتنياهو خوفا من إحراجه وهو علي أبواب انتخابات رئاسية، فإنه يقول أن المقترح يعالج مشكلة فيلادلفيا، ويعتبر الفرصة الأخيرة.
ظهيرة اول أمس أعلن أن بايدن يكاد ينفض يديه من دور الوساطة، لكنه عاد ظهر أمس ليتحدث عبر وليم بيرنز مدير المخابرات المركزية الامريكية، ومعه مدير المخابرات البريطانية، عن ضرورة وقف إطلاق النار وإنتهاء هذه الحرب، ومع الساعات الأخيرة من يوم أمس عاد البيت الأبيض ليعلن الوفاة النهائية لأية مقترحات وأنه أجل دوره لأجل غير مسمى!
رصدت دورة التلاعب المقيت هذه بحرص ودقة ليرى الناس كيف أن هذه الادارة تخدع الجميع، وأن نتنياهو يتلاعب بها وهي ضليعة معه، وأن الإدارة المصرية تتحمل مالا يتحمله بشر وهى ترصد هذه الدورة الفراغية من العبث السياسي علي حساب أشلاء الفلسطينيين، يوميا وعلي مدار الساعة.
لو توقفنا قليلا لنتأمل الدورالمصرى سنجد أن الوسيط المصرى ممسك بالجمر، فهو وسيط يستفزه الاسرائيليون ليتحول إلى خصم.. وما إصرار مجرم الحرب النازي القاتل نتنياهو علي إطلاق تصريحاته الكاذبة للبقاء في ممر صلاح الدين الإ استفزازا مقصودا به إخراج مصر من حال الوسيط النشط وإبعاده علي أساس أنه هو ذاته صار المشكلة..
لكن الوسيط المصرى خبير تاريخي بسيكولوجية المفاوض الاسرائيلي، ولم يتخل الشعب يوما عن أبنائه، وظلت الجبهة الداخلية مترابطة معضدة لقواتها، مصر كلها وراء قيادتها في أعلى درجات الجاهزية..
يناور نتنياهو علي شعبه، وعلى الإدارة البلهاء في واشنطن، يمنحها وجهى الجوكر، ويصم أذنيه عن صرخات كاذبة للأوروبيين، بينما تواصل ألة القتل والحرق عملية ابادة كاملة ممنهجة للشعب الفلسطيني.
ترى مع ساعات مساء اليوم بأي وجه سيخرج الامريكيون للعالم يتحدثون عن خطة نهائية بديلة؟