رئيس التحرير
عصام كامل

من أخلاق الرسول (5)

من فضل الله، تعالى، أنْ مَنَّ على كثيرين من المفكرين والفلاسفة بالتفكر والتدبر في أخلاق الرسول، وصفاته العالية، التي تسمو على صفات سائر البشر، بحيث يصبح واجبا أن نتدارس أخلاق وصفات نبي الإسلام، بل ونتعبد بذكرها، ومدحها.


من هؤلاء، نذكر، ما قاله مايكل هارت، صاحب كتاب الخالدون مئة، أعظمهم محمد: إن اختياري محمدًا، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي.


وقال الكاتب الإنجليزي برنارد شو، في كتابه محمد: "إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائمًا موضع الاحترام والإجلال، فإنه أقوى دين على هضم جميع الديانات، خالدًا خلود الأبد، وفي رأيي أنه لو تولى أمر العالم اليوم، لوفق في حل مشكلاتنا، بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها".

وذكر البروفيسور الهندي راماكرشنه راو، في كتابه محمد النبي: "لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها، ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة، فهناك محمد النبي، ومحمد المحارب... ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامى العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضي، كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلًا".


وقال الدكتور النمساوي شبرك: "إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ أنه رغم أميته، استطاع أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون إذا توصلنا إلى قمته".


أما الكاتب والمؤرخ الفرنسي لامارتين، فقال: "إذا أردنا أن نبحث عن إنسان عظيم تتحقق فيه جميع صفات العظمة الإنسانية فلن نجد أمامنا سوى محمد الكامل".


وأوضح بوسورث سميث في كتابه محمد والمحمدية: لقد كان محمد قائدا سياسيا وزعيما دينيا في آن واحد. لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين، كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة. ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت. إذا كان لأحد أن يقول إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد، لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها.


وقال الدكتور زويمر الكندي، في كتابه الشرق وعاداته: إن محمدًا كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضًا بأنه كان مصلحًا قديرًا وبليغًا فصيحًا وجريئًا مغوارًا، ومفكرًا عظيمًا، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء.


في كتابه محمد والمحمدية، أشار بوسورث سميث، إلى أن: لقد كان محمد قائدا سياسيا وزعيما دينيا في آن واحد. لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين، كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة. ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت. إذا كان لأحد أن يقول إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد، لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها.


وأكد الدكتور زويمر الكندي، في كتابه الشرق وعاداته: إن محمدًا كان ولا شك من أعظم القادة المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضًا بأنه كان مصلحًا قديرًا وبليغًا فصيحًا وجريئًا مغوارًا، ومفكرًا عظيمًا، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء.
 

الإنسان قد يتعلم الفضائل من القدوة الصالحة التي تعين على الفضيلة، ويكتسبها من سير الأبطال ورجال الأخلاق، فالقراءة في كتب تراجم العظماء وقصصهم وأعمالهم في حياتهم يودع في أذهاننا ذخيرة نقلدها في أعمالنا.. لكن نبينا، صلى الله عليه وآله وسلم، لم يكن يقرأ، ومن هنا نتبين أنه لم يكتسب الأخلاق العظيمة التي تحلى بها، بل جاء إلى الدنيا بها، واستمر عليها.

 


ولما كانت الأخلاق تأثر وتأثير، فكل إنسان يتأثر بمن حوله ويؤثر فيمن حوله، كالشيء الحار والبارد، فإنهما إذا تلامسا اكتسب الحار برودة، والبارد حرارة.. إلا أنه، صلى الله عليه وآله وسلم، كان يؤثر فيمن حوله، وفي كل من سمع وعلم به، وبسيرته العطرة، دون أن يتأثر، فهو أعظم البشر تأثيرا في العالم، وفي البشرية، منذ خلق الله آدم، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

الجريدة الرسمية