جدوى مفاوضات الهدنة!
أعلنت واشنطن أن الوسطاء مستمرون في مفاوضات هدنة غزة بالقاهرة وأن المفاوضات تتناول تفاصيل مشروع الاتفاق وتحديدا أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم بمقتضى إتفاق الهدنة المرتقب، بينما خرج نتنياهو ليعلق أنه لا يقبل مجرد تراجع قوات الإحتلال الإسرائيلي كيلو مترين من محور فيلادلفيا.. هنا يفرض السؤال نفسه: ما جدوى إذن مفاوضات الهدنة التى تتم بين الوسطاء الآن وحدهم بعد مغادرة الوفد الإسرائيلي القاهرة وأيضًا وفد حماس؟!
لقد أعلنت مصر بوضوح لا لبس فيه أنها لا تقبل وجود قوات الاحتلال الإسرائيلية في محور فيلادلفيا ومحيط معبر رفح.. لذلك بدلا من المضى في مفاوضات وسطاء الهدنة يتعين أن تقوم أمريكا أولا بممارسة الضغوط الكافية والضرورية ليقبل نتانياهو بإخلاء محور فيلادلفيا ومحور نتساريم، وهو ما يقضيه إقتراح بايدن قبل تقدم نتنياهو بطلباته الجديدة لإفشال أو تعطيل التوصل لإتفاق الهدنة..
لا جدوى مفاوضات وسطاء الهدنة الآن قبل أن تقوم واشنطن بواجبها وتمارس للضغوط الكافية على نتنياهو ليقبل باقتراح بايدن.. فإذا كان نتنياهو مازال يخرب وينسف كل فرصة تلوح في الأفق لتحقيق الهدنة فلا جدوى مما تعلنه واشنطن مما تسميه تقدما في مباحثات الوسطاء.
إذا كان بايدن وإدارته يرغب في إتمام اتفاق الهدنة في غزة فعليه إجبار نتنياهو على ذلك، وبايدن يقدر الآن على ممارسة الضغط على نتنياهو بدلا من تقديم مزيد من الأموال والأسلحة له.