حلم خريف العمر!
منذ أيام الصبا والشباب وأنا أسمع من الحكومات التي تعاقبت علينا كلاما جميلا عن الصناعة وتوطينها في بلادنا.. وأتابع العديد والعديد من الخطط والبرامج التي تضعها وتعدها هذه الحكومات للنهوض بالصناعة أو لتحقيق نهضة صناعية كبيرة..
ومع ذلك مضت السنوات وتقدمت في العمر ولم تحدث هذه النهضة الصناعية الموعودة بعد.. بل إننا نشكو من وجود مشروعات صناعية متعثرة، بعضها توقف عن العمل، وبعضها في طريقه إلى التوقف!
لذلك علينا أن نسأل أنفسنا لماذا حدث لنا هذا؟! أو لماذا لم ننجز تلك النهضة الصناعية الموعودة رغم تعاقب السنوات؟!
رئيس الحكومة يقول أن السبب هي البيروقراطية العتيدة التي تعطل هذه النهضة وتجهض كل فرصة لإنجاز النهضة الصناعية.. فهل نحن كنّا طوال هذه السنوات غير جادين بما يكفي للتخلص من هذه البيرقراطية رغم الثورات الإدارية العديد التى أعلنا تفجيرها مرات عديدة ؟!
أستطيع القول أن الخطط الصناعية كانت دوما موجودة ومتوفرة والرغبة أيضا في تحقيق النهضة الصناعية كانت موجودة.. لكننا افتقدنا الإرادة السياسية لتحقيق ذلك، وهو ما جعلنا لا ننجز هذه الخطط ولا نتخلص من البيروقراطية..
والدليل أننا كنّا في أوقات كثيرة لا نعتبر الصناعة هي قاطرة اقتصادنا، بل راهنا حينا على السياحة، وحينا آخر على الاستثمار العقاري، وحينا ثالثا على الاتصالات رغم أن السياحة والعقارات في الأصل صناعة مثل الاتصالات أيضا.. فهل حان الوقت لنراهن على الصناعة.. أتمنى أن يتحقق في خريف العمر ما لم نحققه في ربيعه!