رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا والحرب الإقليمية!

شاع بين المحللين أن أمريكا لا تريد اتساع نطاق حرب غزة وتحولها إلى حرب إقليمية تشارك فيها إيران والقوى التى يطلق عليها أذرعتها في المنطقة.. ولذلك هى مارست ضغوطا كبيرة على إسرائيل حتى لا تجر المنطقة إلى الحرب الإقليمية، وهددت إيران حتى لا تتوسع في ردها على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وجلبت أساطيلها إلى المنطقة لإخافتها والدفاع عن إسرائيل تجاه أى ضربة إيرانية تعرض لها.

 
وفي ذات الوقت يرى هؤلاء المحللون أن أمريكا عملت على توريط روسيا في حرب أوكرانيا لاستنزاف قوتها العسكرية والاقتصادية، والحد من خطورتها الدولية، بعد أن وسعت نفوذها في منطقة الشرق الأوسط.. فلماذا لا يفكر المحللون في الحرب الإقليمية بالمنطقة بذات النهج وذات التفكير؟!

 
لماذا لا تكون أمريكا راغبة في توريط إيران في حرب إقليمية وتستخدم إسرائيل في ذلك.. فهى كان فى مقدورها منعها من اغتيال إسماعيل هنية في طهران ولكنها لم تفعل.. وفى مقدورها أيضا أن تمنع إسرائيل من الرد على الرد الإيرانى المنتظر، والذى مازال قادة إيران يتوعدون إسرائيل به، ولكن الأغلب أنها لن تفعل كما حدث في رد إسرائيل على رد حزب الله على اغتيال أهم قيادة فيه، وهو الرد الذى ادعى الاسرائيليون أنه كان ضربة استباقية لحزب الله! 


إن أمريكا كما قال كيسنجر لا تحل مشاكل العالم إنما تديرها فقط.. أى أن من مصلحتها استمرار هذه المشاكل.. وأحيانا اشتعال هذه المشاكل.. وبهذا المعنى ربما كانت أمريكا راغبة في إشعال المنطقة في ظل انشغال روسيا عنها، وحرص الصين على عدم الزج بنفسها في مشاكلها.

 


أى ربما تريد أمريكا توريط إيران في حرب كبيرة تجهز فيها عليها أو تغيبها طويلا عنها.. أليس هذا أمر محتمل؟!

الجريدة الرسمية