طرق تشكو الإهمال!
أمس ذهبت إلى قريتى لدفن شقيقتى.. وهالني حالة الإهمال الشديدة التى يعانى منها الطريق، رغم أنه يبدأ بالطريق الذى يفضى إلى القناطر الخيرية التى كانت لعقود متوالية مقصدا ترفيهيا لأهل العاصمة، ثم يأتى الطريق الذى يمر بمعظم قرى ومدن واحدة من محافظات وجه بحرى المهمة!
لقد أنجزنا خلال السنوات الماضية شبكة طرق كبيرة جديدة وحديثة نقلتنا إلى مستوى متقدم بين الدول في الطرق الجيدة.. ولكننا للأسف الشديد لم نفعل شيئا لتطوير شبكة الطرق القائمة فعلا.. لم نطورها أو نرممها فصار حالها يرثى لها.. فهى حافلة بالمطبات غير الرسمية والحفر، لأن يد التجديد لم تمتد إليها، ولم ترصف منذ سنوات عديدة مضت.
ولقد نالت طرق القاهرة والجيزة اهتماما كبيرا لتطويرها، حتى الأماكن العشوائية نالت أيضا طرقها قدرا من الاهتمام في السنوات الماضية، وذات الشىء حدث لطرق بعض القرى التى أدرجت في قائمة مشروع حياة كريمة.. لكن معظم الطرق المؤديةَ لقرى ومدن المحافظات لم تنل ما تستحقه من الاهتمام ولم تنل نصيبها من التجديد والتطوير.. حتى الصيانة الدورية لم تشهدها أو تعرفها ولسنوات عديدة، ولذلك أمس وجدتها أسوأ حالا مما كانت عليه من قبل.
ولذلك حان الوقت لأن تمتد يد التطوير للشبكة الداخلية القائمة للبلاد.. ولا يجب أن نربط ذلك بالمضى قدما في تتفيذ مشروع حياة كريمة الذى اضطررنا لتمديد زمن مرحلته الأولى بعد الأزمة الاقتصادية التى تعرضنا لها.. وإذا كنّا نهتم بمشروعات النقل الكبيرة الضخمة مثل المونوريل والقطار السريع ومترو أنفاق الاسكندرية فإننا يتعين علينا الاهتمام أيضا بشبكة الطرق القائمة ونمنحها ما تحتاج إليه من صيانة دورية على الأقل، وإن كانت تحتاج لتطوير شامل.