مولانا على الشاطئ
دروس في الزهد من فندق 7 نجوم
في خبر عاجل من أرض الواقع، وصلنا تقرير مصور عن أحد شيوخنا الكرام وهو يتجول على شواطئ الساحل الشمالي الفاخرة، وفي يده كوب من العصير الطبيعي، ولمن لا يعرف الساحل، فهو مكان جميل جدا وراقي، فيه كل حاجة ممكن تتخيلها بدء من فنادق 7 نجوم إلى اليخوت الفاخرة!
الغريب أن الشيخ الفلاني يلقي علينا محاضرات عن الزهد والتقشف، ثم نراه يتجول في أرقى الفنادق. فيا ترى هل يعتقد أن الفقراء الذين يحثهم على الصبر سيصدقون كلامه وهم يرون صوره وهو يتناول أشهى المأكولات؟!
بالتأكيد، الشيخ في نفس الوقت يعظنا عن قبح الدنيا وزوال متاعها، ويحكي لنا قصصًا عن الصحابة رضوان الله عليهم وهم يعيشون حياة تقشف وتجرد. فهل يا ترى كان الصحابة يعرفون بوجود مكان إسمه العلمين؟ أو كانوا يعرفون البوفية المفتوح؟
يا جماعة، الزهد مش معناه إنك تعيش حياة تعيسة، الزهد معناه إنك ماتكونش متعلق بالحاجات المادية، وإنك تعرف قيمة الأمور الروحية. بس الزهد مش معناه إنك تتناقض مع نفسك كده!
إن هذا التناقض الصارخ بين القول والفعل يثير عديدًا من التساؤلات بشأن مصداقية هؤلاء الشيوخ ودوافعهم الحقيقية. هل هم حقًا مؤمنون بما يلقنون الناس؟ أم أنهم يستغلون الدين لتحقيق مصالح شخصية؟ هل يعقل أن يدعو شخص إلى التواضع والزهد وهو يعيش في قصر فخم؟ وهل من المنطقي أن يحث الناس على الصبر على الجوع والفقر وهو يتنعم بكل أنواع الرفاهية؟!
رسالة للمشايخ الكرام: لو عايزين الناس تصدقكم، يبقى لازم تعيشوا زي ما بتقولوا. لو بتتكلموا عن الزهد، يبقى عيشوا حياة بسيطة. لو بتتكلموا عن التواضع، يبقى اتواضعوا. ولو بتتكلموا عن المساواة، يبقى عاملوا الناس كلها بالمثل.
في النهاية، يجب أن نعترف أننا أصبحنا أمام لغز محير. هل الدين أصبح وسيلة لتحقيق الأرباح المادية؟ أم أنه مجرد قناع يستخدمه بعضهم للوصول إلى السلطة والتأثير؟ نحن بحاجة إلى إجابات واضحة وصريحة، وإلى رجال دين يقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم في زهده وتقواه، وليس إلى من يتاجرون بالدين ويستغلون براءته!