وزراء يجربون فينا!
دراسة الثانوية العامة وامتحاناتها تعرضت خلال السنوات الأخيرة للعديد من التغييرات حسب مزاج وزير التعليم الموجود، وليس بناء على دراسة وبحث وتخطيط من قبل خبراء التعليم، وفي ضوء ما هو معمول به في الدول الأكثر تقدما في التعليم على مستوى العالم، وأيضًا مراعاة لمن يهمهم الأمر وهم الطلاب وأولياء أمورهم!
كل وزير تعليم جديد يأتى يجرب فينا نحن وأولادنا وأحفادنا طبقا لما يراه معاليه ويعتقد أنه الأفضل والأصوب لنا ولمستقبل التعليم في بلدنا.. ولا يستشير معاليه أحد إنما يقرر من تلقاء نفسه وينفذ.
لقد صرنا نحن حقل تجارب، أو بالأصح مع الاعتذار فئران تجارب.. يجرى وزراء التعليم علينا ما يتفتق عنه ذهن كل منهم دون حتى تمهيد أو تشاور معنا.. إن كل منهم يقرر ويشرع في التنفيذ.
وهذا ما حدث مع وزير التعليم الجديد الذى لم يشغل مقعده الوزارى إلا منذ أسابيع قليلة.. لقد أعلن عن إجراء تغيير في المواد التى سوف يمتحن فيها طلاب الثانوية العامة.. وهذا شجع البعض على أن يدلوا كل منهم بدلوه وإنطلق يفتى ويطالب بإلغاء دراسة العلوم الانسانية!
إن كل التجارب في دراسة الثانوية العامة ونظام امتحاناتها حققت بنجاح منقطع النظير فشلا ذريعا، ومع ذلك نحن ما زلنا في عام 2024 مصرين على الاستمرار في تجارب الوزراء الذين تولوا مسئولية التعليم!
والمفارقة أن ذلك يحدث في الوقت الذى فتح فيه الرئيس السيسى الباب للحوار المجتمعى حول كل أمور حياتنا، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. وعجبى على بتوقيع صلاح جاهين!