رئيس التحرير
عصام كامل

الوزير الشربيني ورئيس جهاز الشروق!

لا يكاد يمر يومٌ دون أن يقوم وزير الإسكان المهندس شريف الشربينى بجولة ميدانية في شتى ربوع مصر، الوزير اعتاد العمل الميداني منذ كان رئيس جهاز مدينة الشروق و6 أكتوبر والعاصمة الإدارية الجديدة، فاكتسب خبرة كبيرة تجعله على إلمام بكافة تفاصيل وزارته التي تستهدف بناء نهضة عمرانية في كل مكان؛ وهو ما يعطى الأمل لرؤساء أجهزة المدن الجديدة في الصعود الوظيفي لتولى زمام الوزارة في يوم من الأيام.


المهندس شريف الشربيني نموذج للوزير الميداني الذي يعرف تمامًا كيف تدار أجهزة المدن الجديدة على أرض الواقع، يعرف مشكلاتها ومتاعبها، ويملك القدرة على متابعة مرءوسيه في حل تلك المشكلات؛ وهو ما يجعلنا نأمل أن يتولى الوزير بتنظيم جائزة سنوية أو نصف سنوية لأفضل رئيس جهاز مدينة، اعتمادًا على تحقيق أعلى نسبة إرضاء للجماهير والتواصل المباشر معهم لاستقبال شكاواهم والمسارعة بحلها وتخفيف الأعباء عن أصحابها.

مثل هذه الجائزة تفتح المجال للتنافس في تحقيق أعلى جودة للخدمات من نظافة ومرافق وطرق، وتحسين العلاقة بين المسئولين والمواطنين، وهو ما يعود بالنفع على الجميع؛ حكومة ومواطنين وموظفين عموميين يحصلون على فرصهم في الترقي والصعود الوظيفي.


وفي رأيي أن تغيير رؤساء أجهزة المدن الجديدة كل 3 سنوات على الأكثر يحقق أكثر من فائدة؛ فذلك يمنع تكوين مراكز قوى وشبكات مصالح تتحايل على القانون لتحقيق المكاسب الخاصة، وتمهيد الطريق للفساد المقنن الذي هو أعدى أعداء التطوير والعدالة وتكافؤ الفرص.


صدقوني إن 3 سنوات في أي موقع كافية تمامًا لاختبار قدرات هذا المسئول أو ذاك في موقعه، ثم يحدث التغيير الذي يجدد الفكر والحماس لدى المسئولين الجدد لإثبات وجودهم.. أما التأبيد في المواقع فيمنح المسئول -أي مسئول- طمأنينة كاذبة تدفعه للتراخي واللامبالاة وغياب الحافز على الإنجاز والتميز.

 

والأمثلة كثيرة وكلها تؤكد قاعدة "من أمن التغيير فقد الشغف والرغبة في الابتكار والتجويد"؛ ذلك أن البقاء في المنصب -أي منصب تنفيذي- لفترات غير محدودة مدعاة للكسل فلماذا يتعب المسئول نفسه لإتقان العمل.. ولدينا نموذج واقعي يجسده رئيس مدينة الشروق الذي استهل مسيرته مع المدينة بتصريحات ووعود وردية مثل “إصلاح الطرق وردم الحفر والمطبات في الشوارع، وصيانة الحدائق، والنظافة”.

 

كما أنه أدلى قبل ساعات بتصريح قال فيه إنه يتابع بالوعات الصرف للتأكد من وجودها وسلامتها.. لكن التصريحات شيء والفعل شيء آخر تمامًا، فلا عمال نظافة يعملون في كل مكان، بل إنهم اختفوا تمامًا فلا تجدهم إلا في الشوارع الرئيسية فقط بمداخل مدينة الشروق ومخارجها بينما يختفون من الشوارع الجانبية أو الفرعية.

 

كما وعد رئيس مدينة الشروق بزراعة أشجار مثمرة وهي فكرة جيدة جدًا شريطة الاهتمام بها ورعايتها والحفاظ عليها أولا بأول وهو ما لا يتحقق على أرض الواقع إلا قليلًا!


يا سادة التصريحات والوعود الوردية لا تبنى جسور الثقة بين المواطن وحكومته، بل التنفيذ الأمين لكل وعد أو طرح هو ترجمة واعية لمبدأ أن الحكومة تعمل لراحة المواطن وخدمته رغبة في نيل ثقته ودعمه في كل تحول وفي كل موقف.. وليت رؤساء أجهزة المدن يحذون حذو وزيرهم الذي يقدم مثلًا عمليًا على ضرورة العمل الميداني بين الناس.. فهل يفعلونها؟!

 


وحتي أكون منصفا فإن المهندس أحمد مكي نائب رئيس جهاز الشروق ربما يكون الوحيد من النواب الذي يعمل بكد وجهد ويتفاعل مع الجمهور ويحل مشاكلهم علي قدر صلاحياته.. وإذا كنا ننتقد أي قصور.. فإن من حق المهندس مكي أن نقول له شكرًا.

الجريدة الرسمية