رئيس التحرير
عصام كامل

حفلات التخرج الجامعي.. هل هان عليكم محراب العلم؟!

حفلات التخرج في الجامعات آخر تقاليع المجتمع الجامعي.. هرج ومرج وإسفاف وانحطاط أخلاقي وصعود للتفاهة وسقوط للذوق العام.. هرج ومرج على أنغام  الموسيقي.. رقص وطرب في خطي الصعود إلي مسرح التكريم، تمايل الرقصات في الحركة أعلي وأسفل، تأنٍ متعمد في ابتذال الخطوات إلي المسرح، تلويح بالأيدي والرأس في نشوة فرح.. 

وتباطؤ متعمد علي أنغام تصفيق من الطلاب، وابتسامات، وقليل من الرقص الشعبي، دونما حياء أمام الأستاذ الجامعي بلا حسيب ولا رقيب.. فهل يناسب الرقص والابتذال حرمة الجامعة وقدسية الحرم الجامعي، وهل هان عليكم  العلم الذي كنا نطلبه في جلال ونسعى إليه طلبًا لمكارم الأخلاق؛ بحسبان العلماء ورثة الأنبياء!


حفلات التخرج أصبحت موضة بل عدوى انتشرت كالنار في الهشيم حتى وصل صيتها للبرلمان حيث تقدم النائب محمود عصام، عضو مجلس النواب بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزير التعليم العالي ووزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لوضع ضوابط لإقامة حفلات التخرج بالجامعات والمدارس، وعدم إقامة أي حفلات تخرج للمراحل الدراسية والجامعية، إلا بضوابط تحفظ هيبة العملية التعليمية وعدم تجاوزها مثلما يتم خلال الفترة الأخيرة..

 

وهذا مطلب أخلاقي من شأنه إذا تحقق أن يعيد الانضباط والوقار لمحراب العلم.. فأين الجامعات ووزارة التعليم العالي من مهازل حفلات التخرج.. وكيف يقبل ضمير القائم عليها بمثل هذا التدنى والسقوط الأخلاقي.. وسبحان مغير الأحوال زمان كنا نرتعد اذا قابلنا المعلم في الشارع، نجري في زاوية وحارة أخري، حتي لا يرانا احتراما وتوقيرًا.. 

 

كنا داخل الفصل أو مدرج الجامعة نصمت اذا حضر المعلم أو الأستاذ لكن توارت إلي الظل قيم نبيلة في محاريب التعليم، بفعل تغيرات اجتماعية عاصفة انتهت بحفلات تخرج صاخبة في جامعاتنا.. ولست أدري كيف يصمت عمداء الكليات ورؤساء الجامعة على إهانة الجامعة؟!

 

ألم يكن أولى بهم أن يحددوا قواعد حفلات التخرج، بما يحقق احترام تقاليد وأعراف جامعية عريقة، ويغرس قيم الوفاء والامتنان لأساتذة يفترض أنهم صفوة العقول والضمير؟! ترى هل لو عاد طه حسين أو أحمد لطفى السيد وغيرهما من أساطين العلم وأساتذة الجامعة إلى جامعاتنا ورأوا حفلات التخرج ماذا كانوا سيفعلون وكيف سيتصرفون؟!


لماذا يصمت رؤساء الجامعات ويتركون المشهد يتفاقم ويدوس في طريقه قيم الانضباط الاداري والعلمي، وأين وزارة التعليم العالي التي تري وتسمع وتشاهد دون تعليق ولا حس ولا خبر.. البعض يلقي باللائمة على الجامعات الخاصة ويراها بداية لإنهيار التعليم والقيم.. وقد يكون محقًا!

 


يا سادة إنهيار التعليم هو بداية إنهيار لكل شيء في الدولة فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت / فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا! ويبقي السؤال الأهم: لماذا يشجع الأساتذة إقامة مثل هذه الحفلات ويحرصون علي حضورها؟

الجريدة الرسمية