من عباس إلى فتوح.. مش أقوى من المخدرات
كم لاعب كرة مصري محترف في الخارج؟ وهل حجم وكم الإغراءات في الخارج، لاسيما في أوروبا، أكبر أم تلك الموجودة في مصر؟ الإجابة عن السؤال الأول: هم كُثُرٌ، ولكنهم لا يناسبون عدد السكان؛ ذلك أن المنظومة لدينا يعتريها فساد مطبق، يحول دون تألق رياضيينا، ويؤدي إلى وأد المواهب مبكرا، وناقشنا ذلك في أكثر من مقال سابق.
أما السؤال الثاني، فإجابته معروفة لكل ذي عقل، ففي الخارج هناك مغريات ومعوقات تفوق التصور، من هنا يتبين لنا مدى عظمة الشخصيات المصرية التي حققت نجاحا كبيرا في الخارج، مثل: محمد صلاح.. محمد النني.. تريزيجيه.. سام مرسي.. عمر مرموش.. مصطفى محمد، وهناك نجم آخر يكاد لا يعرفه أحد وهو عمرو خالد الذي يلعب في أحد أندية سويسرا.
شريف.. حامد.. حجازي.. فتحي.. نماذج ناجحة
ولا نغفل النجاحات التي حققها أبناؤنا في دول عربية، مثل: محمد شريف.. طارق حامد.. أحمد حجازي.. حمدي فتحي.. فهؤلاء أيضا تواجههم مغريات وصعوبات جمة.. سبقت تلك التجارب الناجحة، سلسلة من الفشل، كان أبطالها، عمرو زكي.. محمد زيدان.. ميدو، وغيرهم.
النجاح طريقه الالتزام، والتمسك بالعادات الشرقية والأخلاق.. ومعرفة الحلال والحرام.. والفشل سبيله معروف، وهو الاستسهال، والتسيب، وهو يبدأ من الصغر، فغرس القيم والفضائل والأخلاق الحميدة مهمة الأسرة.. وكل فاشل يلتحق بطريق الإخفاض منذ مولده، بحسب الأسرة، والأب والأم.
أنت أقوى من المخدرات، عبارة قالها النجم محمد صلاح في أحد الإعلانات التي تحث على الابتعاد عن الإدمان، ونبذ المخدرات.. وهي تعني الكثير، فعلى الشباب، خاصة الرياضيين، أن يكون أقوى، وأن يقاوم الشهوات والغرائز لكي ينجح في حياته.
نماذج سيئة
ولذلك فإن النماذج السيئة، وأحدثها لاعب الزمالك؛ أحمد فتوح، لا يمكن أن تنجح، وإن صادفت طفرة في مرحلة ما من الحياة، فلا يمكن أن تستمر.. هي أمر مؤقت، وطارئ.. لكن الفشل سيكون هو المآل، والنهاية المحتومة. وبعضهم انتهت مسيرته في السجن، مثل محمد عباس مهاجم الأهلي الأسبق، بعد تورطه في قضية مخدرات كبيرة.
منذ سنوات، وقع حادث سيارة لاثنين من أشهر لاعبي القلعة الحمراء، وهما شريف عبد المنعم، وحسام البدري، وعُثر بالسيارة على أوراق امتحانهما في معهد الدراسات التعاونية، فضلا عن مخدرات.
لماذا تقع مثل تلك الكوارث من نجوم، وشخصيات مجتمعية بارزة في مجال الرياضة، وما الفن ببعيد عن الظاهرة؟!
الجواب معروف، فغياب التربية والأخلاق في الصغر لا يعوضه شيء في شرخ الشباب، بل يظهر سافرًا في أول مشكلة، أو صدام، فتجد النجم يتساءل في غرور كريه: إنت مش عارف أنا مين"؟! وهو بالفعل يحلق في دنيا غير دنيانا، فالاهتمام الكبير، والحفاوة البمبالغ فيها من قبل الجماهير، وجموع المعجبين والمعجبات، كفيلة بأن تذهب بعقل هؤلاء المساكين الذين لم تحسن أسرهم تربيتهم وتقويمهم في صغرهم.
من هنا، فإن دور المعالج النفسي شديد الأهمية بالنسبة لنجوم كرة القدم بالذات، وكذلك الفنانين.
أطالب مسئولي الرياضة، ومجالس إدارات الأندية، بتخصيص معالجين نفسيين لفرق الكرة، قبل أن نشهد مزيدا من المهازل، والفضائح.