رئيس التحرير
عصام كامل

حروف الفساد ستة

بعيدا عن الشماتة وتصفية الحسابات وجلد الذات فقد كان وقع الهزيمة الثقيلة من المغرب مرا بطعم الفهلوة والفساد، وضاعت كل أحلام الجماهير المصرية في كل مجالات الرياضة، تعددت الأسباب والمحصلة فضيحة، وسمعة دولة كبيرة وعظيمة وعريقة اهتزت على يد أناس غير محترفين وغير مؤهلين لأي شيء.

 

وعقب الهزيمة بدأت المهاترات، وبدأ تسطيح الهزيمة المهينة بزعم أن ما حدث للمنتخب الاوليمبي سببه خروج زيزو أو غياب عبد المنعم، وكأن المشكلة أزمة لاعب، وإنما هي أزمة لاعبين وأزمة فريق وعقلية ونظام وإدارة وقرارات وفوضى ضاربة في كيان اللعبة، وفي كل محنة منحة، فلو فاز فريق الكرة ما عرفنا حجم الفهلوة والعشوائية، ولم يكن بمقدورنا أن نكتشف أننا لم نكن نرى سوى جزء ضئيل من قمة جبل الجليد الغاطس. 

 

صحيح أن الله جبر بخاطرنا وحققنا ثلاث ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، غير أن الرياضة مرآة لكل مجالات الحياة بمصر، فهذه نهاية الغش في التعليم، والوساطة، وعدم وضع كل مناسب في المكان المناسب.. 

 

ومن المعلوم أن من مؤشرات انهيار الحضارة في بلدا ما، انحدار الفنون والرياضة والتعليم والصناعة، والمنظومة الرياضية كاشفة لباقى المنظومات، وكانت قمة الملهاة عندما فاز الأهلي بالدوري رقم 20 على التوالي للمرة الـ 44 في نفس يوم الهزيمة، وخرجت الجماهير تهلل فرحا، وبدا القوم سكارى وما هم بسكارى بالفوز على سموحة. 

ونست ما حدث قبلها بعدة ساعات من الهزيمة بستة أهداف مع الرأفة من المغرب، لكي نلعب نفس سيناريو عام 2013 عندما خسرنا ٦ /صفر من غانا، وللصدفة كان جمال علام رئيسا لاتحاد الكرة، والأمر هكذا نجد دولة الكيان الاسرائيلي تفوز بـ 6 ميداليات وتتصدر الشرق الأوسط، بينما بلغ عدد الميداليات العربية في الأولمبياد 2024 في كل الألعاب عشرة ميداليات.. 

 

وطالما أن الاعتراف بالمرض وأسبابه هو بداية طريق العلاج، وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، فالمطلوب الآن استقالات طوعية ممن فشلوا وخاصة لرئيس اللجنة الاولمبية، وإتحاد الكرة، ولجنة الحكام، ورابطة المحترفين، وكل الإتحادات التي فشلت، مع إجراء إنتخابات لكل الإتحادات الرياضية، ومنع كل الفاشلين وكل ال موجودين على الساحة الرياضية من الترشح من جديد.. 

 

ثم القيام بتحقيقات شاملة لاجتثاث ومحاسبة جذور الفساد والجهل التي استشرت في كل الرياضات تقريبًا.. وبعد ذلك إلغاء فرق ونوادى الشركات والهيئات والبترول ودعم الفرق والأندية الجماهيرية والشعبية وإقامة دوري منفصل لتلك الهيئات والشركات، وذلك لعودة الجماهير للملاعب في جميع الرياضيات.. 

 

 

نحتاج نفس طويل وخطة عمرها 10 سنين وإصلاح قطاعات الناسئين ودراسة التجربة الالمانية والمغربية، والقضاء علي مفهوم حصة الألعاب لمنتخب وبناء اللياقة والقوة والعقلية الاحترافية، وأخيرًا لابد من نظرة حاسمة لكل المنصات الرياضية التي تزرع الحقد والفتنة.

الجريدة الرسمية