جهود التطبيع المثلي الفاشلة
كانت مشاهد افتتاح الدورة الأوليمبية توثق بالمعنى الحرفي للقذارة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وما حدث من سخرية من المشاعر المسيحية في الأولمبياد يندرج تحت بند الانحطاط الأخلاقى، حيث يتعرض العالم اليوم لمحاولات ضخمة في تطبيع مع المثلية.
وبحسب عالم النفس الهولندي جيرارد أردفيج فإن المصاب بهذه الحالة من المثلية عادة ما يقوم بقمع عقله وضميره، واستبدال الفهم الداخلي بأن المثلية الجنسية تتعارض مع الطبيعة بخداع الذات بأنها فطرية وعالمية، ويحدث من هؤلاء الذين أفقدونا الثقة في أنفسنا وفي هويتنا، وجعلونا نستغنى عن أفكارنا ونسير خلفهم.
هؤلاء الذين نضرب بهم بالمثل رواد العالم الأول دعاة حقوق الإنسان وحقوق المرأة محاربين الإرهاب والذين نقتدي بهم في مدارسنا، وعلق الصحفي البريطاني روبرت كارتر على افتتاحية أولمبياد - باريس: “الحقيقة أن الأيديولوجيات العلمانية المناهضة للدين هي التهديد الحقيقي للغرب”..
والملاحظ هو خرس الذين صدعونا بـ تجديد الفكر الديني، ومعظمهم لا يجيد تلاوة أية واحدة من القرآن الكريم بطريقة صحيحة.. ولا يجيد الاستبراء من البول والاستنجاء من التغوط، عكس مظاهرات الفطرة الإنسانية السليمة التي خرجت في مظاهرات تدين هذا الفحش، وبدا أن فرنسا والعالم الغربي وصلوا مرحلة السقوط الأخلاقي والمجتمعي..
حيث كان حفل الافتتاح كله إيحاءات ملونة يحاولون جاهدين إيصالها لكي يتقبلها الجميع، ومعظم الأفلام والمسلسلات الأمريكية لا تخلو من مشاهد المثليين، خصوصا في الـ 10 سنوات الأخيرة، فلا يوجد فيلم أمريكي درامي اجتماعي بدون تقديم مشاهد للمثليين، حتى في مسلسلات الفنتازيا العلمية الخيالية يوجد مشاهد بين أصحاب القدرات الخارقة الذين جمعهم الحب في دور معاكس لطبيعة، رجل يعشق رجل وامرأة تعشق امرأة.
وقد بدأ هذا العهد سنة 1976، حينما اعتمدت الأمم المتحدة المؤسسة الدولية للمثليين والمثليات والمزدوجين والمتحولين جنسيًا والانترسكس التي تعرف باختصار إيلغا، إلا أن المشروع عرف فشلا كبيرا وقتها، لكن بعد سنوات وبداية من 2001 شرعت هولندا في اعتماد زواج المثليين، بل سنت قوانين جديدة حول هذا الزواج وجعلته متوازنا في الحقوق والواجبات مع الزواج العادي..
بالإضافة إلى اعتماد شراكة مع المثليين بدأتها هولندا، وحركتها بلجيكا واعترفت بها معظم دول الاتحاد الأوروبي وفي 2011 وقعت أكثر من 96 دولة على زواج المثليين والرعاية الكاملة للمزدوجين والمتحولين جنسيًا فيما يعرف عند العامة قرار بشأن حقوق المثليين.
وبعد تغريدة بارك أوباما التي يبارك فيها قرار المحكمة العليا الأمريكية في اعتماد زواج المثليين على الأراضي الأمريكية، تغير الكثير بحيث أصبحت صفة المثليين بمثابة مشروع سياسي اقتصادي تم غزو العالم واقعيا بسببه..
وحاول البعض أن يفسر أن المثليين ظاهرة علمية مرتبطة بجينات الإنسان التي تجعل ميوله تتغير من الطبيعة العادية وهي حبه للمرأة، إلا بحثه عن الرجل من نفس جنسه، لكن هذا خطأ كبير لأنه سنة 2014 أجرى فريقٌ من الباحثين بجامعة نورث ويستيرن الأميركية دراسة علمية شملت فحص الحمض النووي لـ400 ذكر من المثليين الجنسيين، لم يتمكّن الباحثون من العثور على جين واحد مسؤول عن توجههم الجنسي، وهذا دليل على أن الموضوع ليس له بعد علمي أكثر ما له بعد سياسي.
وتروج أيديولوجية المثليين لمختلف الأعذار والأكاذيب، والتي ساعد في انتشارها تخلي جمعيات علم النفس والطب النفسي الأمريكية عن النزاهة العلمية، مما أدى إلى انتشار هذه الأيديولوجية بشكل كبير، وقد بذل العديد من الباحثين جهودًا في سبيل العثور على العوامل البيولوجية للمثلية الجنسية، ليثبتوا بأنها أمر طبيعي، إلا أنهم توصلوا لنتائج معاكسة..
وتنظر مدارس الشريعة الإسلامية والتي تعتمد على أسس قرآنية وأحاديث نبوية إلى أن المثلية هي شذوذ جنسي وخروج عن فطرة الإنسان، ويصنف العلماء هذه العلاقة بأنها خطيئة وجريمة يجب أن يحاسب عليها المشارك فيها.
ويُذكر في القرآن قصة قوم لوط الذين نزل بهم غضب من الله لأنهم ووفقًا لمعظم التفسيرات شاركوا بأفعال جسدية شهوانية بين الرجال، في علاقة المثليات الجنسية ليست معزرة بنفس القدر في السحاق لا حد فيه لأنه ليس بزنى، وإنما فيه التعزير.