رئيس التحرير
عصام كامل

إدمان الفشل!

أيام قليلة ويختتم أولمبياد باريس.. وسوف ترتفع عندنا الأصوات الناقدة لخروجنا من هذا الحفل الرياضى العالمى بالخسارة الفادحة.. وفي المقابل سوف ترتفع أصوات المسئولين في قطاع الرياضة تبدى الندم وتعد بالاستفادة من الدرس، وتؤكد أننا سوف نستعد بجدية للأولمبياد القادمة إن شاء الله لنحقق عددا مناسبا من الميداليات المختلفة الذهبية والفضية والبرونزية.

  
ومبكرا أقول وأنبه أنه في ظل الأوضاع الرياضية السائدة سوف تمضى الأيام ولن يتحقق شيء من هذه الوعود التى تسبق كل أولمبياد.. فمن راجع التاريخ سوف يتأكد أننا ابتلينا رياضيا بمجموعة من المسئولين أدمنوا الفشل، ولن يحققوا إذا استمروا في مواقعهم ومن هم على شاكلتهم أيا من الوعود التى يطلقونها عقب كل فشل أولمبى كبير.

 
إن الدول عقب أى فشل تحاسب من فشلوا وتقصيهم وتأتى بغيرهم ليتولوا المسئولية.. لكننا لا نفعل ذلك.. نقبل تبريرات الفاشلين ونسمح لهم بالاستمرار، وحتى إذا غيرناهم نأتى بآخرين لا تتوفر فيهم مقومات النجاح، ولذلك ننتقل من فشل إلى فشل آخر جديد، وتسوء الأمور ولا تنصلح الأحوال.

 

 
إن إدمان الفشل يحتاج لعلاج مثل إدمان المخدرات.. وإذا كنّا نبغى تحقيق نجاحات رياضية يتعين علينا أن نبرأ من إدمان الفشل الرياضى.. والأمر لا يحتاج أن نكرر ما نفعله دوما عقب كل فشل رياضى فقد ثبت لدينا أنه لا يجدى ولا يفيد ولا يحمينا من فشل جديد.. نحن نحتاج إلى تغيير شامل يبدأ بالتخلص ممن أدمنوا الفشل. 

الجريدة الرسمية