رئيس التحرير
عصام كامل

الخريج الراقص وفرقة التصفيق الأكاديمي!

فى وقت الحزة والجزة، وجدت جامعة الزقازيق فرصة سانحة للرقص. تعبير الحزة والجزة يعنى ذروة استحكام الأزمات على المستوى الشخصي والمصري، والدولي بالطبع، لأنها كلها نافذة إلي بعضها البعض.. ما علينا.


تابعت كما تابع الملايين حفلة الرقص المعيبة المشينة التى أقامتها جامعة الزقازيق باستاد الجامعة، واصطف على المنصة الأساتذة الدكاترة، وفيهم من صفق، بينما مضي الخريج في وصلة رقص على ايقاع أغنية مهرجانات، ومن الواضح أن الرقصة والمزيكا والتصوير جرت جميعها وفق حركة إخراج مسبقة ومتفق عليها.. 


الخريج رقص بطريقة مخزية، ولا تتفق مع التقاليد الجامعية، قد جلب الخزى لنفسه وللمنصب ولعميد الكلية وكل من وقف يتفرج من الأساتذة على هذه المسخرة. 


حفلات التخرج مشروعة ومحببة، وهي تتويج للنجاح والتفوق، ومناسبة لإشاعة البهجة، لذلك كانت ترافقها حتى في حفلات تخرج جامعة الزقازيق في سنوات سابقة، وقدراجعتها وتابعتها، اغتنى عبد الحليم عن الناجح والفرحان، وأغان أو موسيقى، تهز الروح لا الوسط. 


تحت ضغط الرأي العام الغاضب قررت إدارة الجامعة إحالة الواقعة للتحقيق.. وأصدرت بيانا عن إحالة الواقعة، وبالتدقيق فليس في البيان ما يفيد بالتحقيق مع الخريج لأن ولايتها القانونية والتأديبية عليه إنحسرت بالفعل بمجرد تخرجه، ولن يكون منطقيا أن تلغي نتيجته، أو تفصله.. 


الذي يستحق المساءلة بحق، هو السيد عميد كلية التجارة، ومن نظم الحفل ومن وافق علي بث هذا الإسفاف. لجامعة الزقازيق تاريخ مسجل في حفلات التخرج، وهي حريصة عليها، وليست كلها من هذه النوعية المسفة، ومع ذلك فمراجعة فيديوهات حفلاتها يكشف عن روح من الاستهتار والتسيب في بعضها، أخذا بمقولة "خلى العيال تفرح"!


أغرب ما في الحفل البجاحة الفجة، وعدم إحترام الأساتذة، لقد كنا نمر، مجرد المرور أمام مكتب عميد آداب القاهرة، وكلنا نتحسس الأرض، وقار وهيبة، وكان ذلك الجيل من العمداء والأساتذة عظماء بوقارهم. وعلومهم. وفهم مدى العلاقة الصحيح بين الطالب وأستاذه الجامعى.


لن تستطيع إدارة الجامعة إتخاذ أي إجراء ضده، لأنه كما قلت تخرج بالفعل وخرج من تحت لوائحها التآديبية، أما إذا كانت تسعى لغلق باب الريح العاتية عليها؛ فلتعاقب أولا الكبار، ولتضع مدونة تقاليد يرجعون إليها عند إقامة حفل تخرج.. يليق بالجامعة، لأن ما شاهدناه هو للأسف لا يصح أو يليق أن يحدث في محراب علم..

 


تبقى ملحوظة أوجهها لكل الزملاء في المهنة، فقد اتفقوا جميعا في العناوين على إحالة طالب الرقصة إلي التحقيق، وهو ما لم يقع، وعليكم مراجعة البيان بدقة، وفيه أن الجامعة قررت إحالة الواقعة للتحقيق، بالطبع هناك فارق كبير من ناحية الدقة، فالتحقيق سيكون مع المسئولين أساسًا أما الخريج فسوف يستفسر منه عمن سمح له وما إلى ذلك.. لأنه كما أوضحنا صار خارج أسوار الجامعة باعترافهم وتصفيقهم فرحا برقصه!

الجريدة الرسمية